يقاتلون بالنعال بقلم: حازم الخالدي


حازم الخالدي
من يشاهد مقاتلي حماس - وهم يواجهون آلة الحرب الإسرائيلية- بامكانياتهم البسيطة في القتال يدرك مدى الايمان الذي يحملونه بداخلهم، والعزيمة القتاليه والإصرار على النصر..يتحركون بكل خفة سيرا على الأقدام عبر الأزقة والأبنية المهدمة والممرات للبحث عن غنيمة ورصد جنود الأعداء ، ونصب كمائن له حيث اصطادوا العشرات من جنود الاحتلال في العدوان على غزة فمنهم من ذهب قتيلا ومنهم من أرسل إلى العلاج في المستشفيات ..هؤلاء هم المقاومون الذين يقاتلون بشراسة في غزة ، فهل وجدتم جيشا في حرب شرسة يقاتل بالنعال.
من حق هؤلاء أن يدافعوا عن أرضهم بكل الطرق، ومن حقهم أن يدافعوا عن أبناء شعبهم؛ الذين يواجهون الويلات والدمار في غزة ويتعرضون لأبشع أنواع الحصار ويحرمون من الماء والغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة ، من حق هؤلاء أن يقاتلوا في أي ركن من زوايا غزة ومن حقهم أن يخرجوا من الأنفاق ويتقدموا ويستخدموا كل الحيل للإيقاع بالعدو بامكانيات بسيطة يحملون بندقية كلاشينكوف يلبسون نعالهم الخفيفة التي تساعدهم على الحركة.
هؤلاء يكافحون من أجل أن يعيشوا على أرضهم بحرية وسلام، هؤلاء لم يتحصنوا بناقلات الجنود أو داخل الدبابات أو يرتدون الألبسة العسكرية الوقائية ، أو يهبطون بالمظلات ، أو يتنقلون بطائرات الهيلوكوبتر، هؤلاء يتحصنون بالأرض ويواجهون لحظات عصيبة من أجل الوصول إلى عدوهم، وهم يحاولون حماية أنفسهم وشعبهم بأي وسيلة كانت ليتصدوا لجسم ربما يحتوي على قنبلة أو صاروخا يريد قتلهم وتدميرهم جميعًا، إنهم يرتدون الصنادل التي ساعدتهم في إيقاع الخسائر بالعدو .
غزة مدينة أشباح تعمد الاحتلال الصهيوني تدميرها وقتل كل جوانب الحياة فيها ، وارتكاب المجازر فيها حتى وصلت إلى أكثر من 4 آلاف مجزرة بحق المدنيين الذين استشهدوا تحت ركام بيوتهم وفي المستشفيات التي لجأوا اليها والمدارس التي كانوا يحتمون بها، وحتى بين الممرات والأماكن الآمنة.
غزة بامكانياتها البسيطة اسطورة المقاومة التي تخلد بالتاريخ ..غزة ستبقى تقاوم بهؤلاء الابطال ، فهؤلاء لا يقاومون عبثا لأن لديهم روح المقاومة والتحدي والمثابرة والعزيمة وهم يخوضون حربا بنعالهم تذهل الجميع.
إنها إرادة النعال




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :