عمانيات -

دعيت بالأمس إلى "لمة" نسائية في بيت إحدى صديقاتي .. ومن بين ضجيج وتداخلات أحاديث النساء المتنوعة .. تكررت إحدى الكلمات كثيرًا .. ولم تكن الكلمة بحد ذاتها ما يلفت الانتباه .. إنما؛ ما تحمله في طياتها من معنى واعتقاد ..
إليكم بعض من تلك الأحاديث ..
*إحدى السيدات -تبدو عليها علامات الغضب، والحزن- قالت لصديقتها: لقد اكتشفت بأن ابني ذو التسعة عشر عامًا يسرق نقودًا من حقيبتي، ومن محفظة أبيه ..
قالت صديقتها "وهي جادة فيما تقول": اهدائي .. اهدائي .. لا أنكر أن الولد قد أخطأ، وعليك تنبيهه لذلك .. ولكن؛ نقول: "أهون" من أن يمد يده إلى نقود الغرباء!!! ..
*سيدة أخرى تقول: في الأمس دق جرس البيت في موعد عودة ابنتي المراهقة من المدرسة .. فتحت الباب .. لأتفاجأ بأن ابنتي أحضرت معها زميلها للبيت بحجة الدراسة معًا .. على الرغم من أنها لم تكن قد أخذت الإذن بذلك .. وعلمًا بأننا لا نسمح بهذا النوع من الزمالة والزيارات ..
أجابتها سيدة أخرى "وهي جادة فيما تقول": قولي الحمد لله أنها أحضرته للبيت "أهون" من أن يذهبا إلى مكان آخر!!! ..
*سيدة تشتكي لصديقة لها بأن زوجها يضربها؛ وأنها تخاف أن يعرف أبناؤها بأنها تتعرض للضرب من والدهم ..
ردت الصديقة "وهي جادة فيما تقول": وضعك "أهون" من غيرك .. هل تعلمين بأن جارنا يضرب زوجته على مرأى ومسمع من جميع الجيران!!! ..
ولا أخفيكم سرًّا بأن إحدى الفاصلات قالت لي بالحرف الواحد: أن العلاقة غير المشروعة بين الجنسين أهون من المثلية!!! ..
أتساءل .. ترى!! ما هو المرجع الذي اعتمدناه لتحديد قبيح الأخطاء من أقبحها؟؟!! ..
وما نوع الميزان الذي استخدمناه لمعرفة مقدار الذنب، وثقل المنكر؟؟!! ..
ومن سمح للآثام بأن ترتكب بحجة أنها ليست أكبر؟؟!! ..
إننا؛ إن قررنا بأن ذنبًا ما أهون من غيره، فهذا إقرار منا بأن هذا الذنب هين .. والاستهانة بالذنب هي في حد ذاتها ذنب .. فالاستهانة تعني اعتياد المنكر، ثم استسهال تكراره .. وهذا ذنب آخر ..
إن آثار الذنوب والأخطاء لا شك بأنها متفاوتة ..
إلا أن أثر الذنب لا ينفي حرمته .. فما أسكر كثيرُه فقليله حرام ..

يقول ربي تبارك وتعالى؛
"إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ" ..
(النور: 15)