عام 2023 بقلم: امل خضر


تنقضي سنة 2023 وكأنها رجل عجوز ينازع أيامه الأخيرة ، وسيحل عام جديد 2024 ، وبين العامين تستمر حياة البشرية تتأرجح بين الأمل والمستقبل ، والشك وضعف اليقين .
فحياة البشر تتشابه في الكثير في جوهرها مع الحكايات اليونانية تلك التي حكمت عليهم الآلهة حمل الصخرة فوق أكتفهم من قاع الجبل الى أعلاه ، وكلما أقتربوا من الوصول تدحرجوا بالصخور نحو لأسفل معيدين الكرة مرات ومرات ، حيث يبقى مصيرهم هكذا معلقا بين النجاة والأمل في الخلاص وديمومة المعاناة والألم .
نعم هذه حياتنا لا تختلف كثيرا عن تلك الأساطير اليونانية ؛،تدور الحياة ويتطلع البشر الى الأمل والحلم للأفضل وترويض القلق والخوف وترشيد الخسائر لضمان استمرارية الحياة .
لم يبق من عمر الرجل العجوز 2023 اكثر من يومين ، وندخل سنة جديدة 2024 نتطلع فيها لحياة شاب يانع يحمل عمرا كله طاقة وأمل وحرية وراحة . نتطلع أن تكون 2024 أفضل وأحسن من سابقاتها .
لذلك الأمل معقود بنهوض الأقتصاد العالمي ليسترد عافيته ، ويتبدد الأنكماش ليعم الرخاء والخير العام ، وتسود روح الانصاف والعدالة الاجتماعية ، وتردم الفجوات بين الدول وداخل المجتمعات ، وتكون المساواة بين البشر في الحقوق والواجبات ولا تمييز بين دم عربي واجنبي ، فتلك الدماء في غزة غالية حملت معاني الكرامة والعزة والعروبة.. بيدَ أن الواقع ، بفعل تعقيده وتشابك مشاكله وتضارب مصالح الخلق فيه ، وتراجع قيمة وضوابط سلوك البشر ، دفع الناس الى تغليب الأنا على منطق الجماعة والمشترك الأنساني ، ولأن الغلو في الاعتداد والانتصار لمتطلباتها أفضى بالضرورة الى ضمور الاحساس بوحدة الخلق ، رغم الاختلافات الطبيعية النابعة عن اختلاف الاديان والثقافات والحضارات ، وتنوع الأوطان وتعدد البلدان ، فكان أن توارى الشعور بالأمان والأمن الجماعين ، سادت الحروب واخرها الحرب على غزة حربا اقترفها عدو البشرية (الصهاينة) ضد شعبا اعزل حلمه الحرية والعيش بسلام على ارضه فلسطين .
نودع 2023 على وقع حرب، فغزة قصفتها "اسرائيل" ودمرت منشأتها وبنيتها التحية ، وقتلت الآلاف من اطفال ونساء وشيوخ ، بو حشية وقساوة قلب ومن غير وجه حق . ونتساءل ، الى متى تستمر جرائم "اسرائيل" ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا تبدو صورة العام الجديد 2024 ونحن على أبوابه، ساره وسهلة بل يرجح أن تحتاج البشرية الى ردح من الزمن كي تستعيد عافيتها ، وتعيد ترميم صورتها من جديد ، واكثر ما تحتاج اليها أن تستعيد عقلها ورشدها كي تبني جسور الثقة والمحبة والاقتناع بالعيش المشترك بين كل مكوناتها ، ودون عودة العقل والرشد الى الانسان بصيغة الجمع وليس المفرد ، لن تستقيم الحياة البشرية ، وسيظل الناس سجناء الأساطير ، اي استدامة المعاناة ودوامها جاثمة على صدورهم .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :