كُلٌّ" يُزمّر" على ليلاه. بقلم: طلعت شناعة




قبل سنوات،..
...
خرجتُ ليلاً لارصد في تحقيق صحفي « كيف يحتفل الاردنيون بليلة رأس السنة «. واستعنتُ بـ « صديق» من « محترفي» التردد على الفنادق و» المرابع الليلية»،وتجولتُ برفقته في عدد من تلك الأماكن،وكتبتُ ملاحظاتي عندما دقّت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل. حيث «هاج» الناس من روّاد تلك الاماكن واحتفلوا على طريقتهم ،وما ادراك ما طريقتهم.
ولهول ما رأيت،عدتُ بانطباع وسؤال: معقول هؤلاء يعرفون ان في الاردن فقراء لا يجدون لقمة العيش؟
كان البردُ شديد والطقس شتاء كما كل نهاية وبداية عام.فزادت « حسرتي» على الذين يتباكون على « الفقر» واؤلئك الذين « تشكّ انهم من هذا البلد.
وعبرتُ في التحقيقات التي « اعددتها بكلمات تساعد على النشر وابتلعتُ الكثير مما لا يمكن نشره.
بطبيعة الحال ،لستُ « ناسكاً» ولا « متشدداً»،ولكنني « مقهور» من الذين يُبالغون بالاحتفال والاحتفاء ب « ليلة رأس السنة»،ويعدّون لذلك اليوم وتلك الليلة ما وسعهم من « عُدّة» و « عِدّة الشغل»، بينما تجدهم يتباكون مع اقتراب « عيد الفطر» او « الأضحى» وتراهم يملأون صفحات « موبايلاتهم «،بشطر بيت الشعر الشهير « عيد بأية حال عُدتّ يا عيد «. وكأنهم لا يحفظون من شعر « المتنبي» الاّ ذلك « الشّطر» من القصيدة مع انهم ـ في الغالب ـ ،لا يعرفون مناسبة القصيدة وما هي الظروف التي جعلت « المتنبي» يقولها.
وبتحليلي « الخبيث « اعتقد أنهم يفعلون ذلك،اي عدم الاحتفال ب « عيد الفطر والأضحى» والتظاهر بالاهتمام بشؤون « الامّة» وحالها الذي لا يسرّ صديقاً. وربما فكّروا ان « العيديْن» ، الفطر والأضحى، مناسبتين لزيارة « الولايا « ـ غير المتّحدة ـ ،وما يتضمن ذلك من « دفع عيديات مادية».
بعكس « ليلة رأس السنة «، التي تجعله « يُنفق ويُبعزِق» المال على « نفسه « فقط.
وهو ما يذكّرني بسائقي السيارات الذين يمرون حولي وانا اسير كل يوم في الشوارع.
منهم من « يزمّر» لاصطياد « راكب»،ومنهم مَن يزمّر حين « ينوي اصطياد» أُنثى يعتقد انها .. سهلة.
الكل يزمّر، وكل واحد « له سبب ومأرَب».وانا « ماشي ... سوّاح «..!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :