حوار شتائي. بقلم : طلعت شناعة




جلس أفراد العائلة يتناقشون في موضوع « ساخن «، بينما كان المطر يدق الأبواب وأسقف البيوت وبشراسة هذه المرّة.
قال الابن الاكبر ان « صوبة الكاز « افضل من « صوبة الكهرباء «.
بينما أكد الابن الأصغر ان « صوبة الكهربا « .. اوفَر .
لكن الام « عزيزة « ، أشارت الى ان « الصوبة الحمرا « ما غيرها ، لا غنى عنها للعائلة.فهي « الصوبة « توفر الدفء وعليها يمكن أن تطبخ ستّ البيت وتعمل الشاي وتسخّن خبز و» تغلي الميّة « ، لزوم الوضوء والحمّام للي مستعجِل.
وبينما هم في ذروة « النقاش «، اذا بجارهم « ابو فوزي « يطرق بابهم.. وعلى الفور دخل في الحوار.
وبعد أن التهم اربع كعكات وخمس معمولات ودلق كاستين الشاي وتثاءب وقال :
الحطَب ما في بعده يا جماعة. الواحد بيتدفّا أكثر ويسلق بيض وبطاطا وممكن يعمل فحم الارجيلة أيضا.
واخذ كل من الحاضرين يبرر وجهة نظره ويشد على اسنانه، مؤكدا أن رأيه هو « السديد ، وأن على الآخرين الاقتناع به.
وقد رأي الابن الاكبر الذي يرى أن صوبّة الكاز.. هي الافضل. وحجّته انه يستمتع بالوقوف في طابور « الكازيّة « وما يعنيه ذلك من « سواليف « وأحاديث مع الناس والاستماع لأخبار البلد والإذاعات مع الاستفادة مما يصلهم عبر الموبايل و» النّت «.
وقال إن الناس هم الدفء. و» غلبة « حمل جلن الكاز وما يتبعه من « ويه « ورائحة قوية « هو جزء من المتعة. بينما صوبة الكهربا هي للناس الكسالى .. الذين يفضلون الثبات في أماكنهم « على الفرشة « .
وصار « يشوّح « بيديه مثلما يفعل المايسترو سليم سحاب، مبررا أهمية التعب في مثل هذه الحالة.
عاد الجار ابو فوزي يؤكّد أهمية الحطب كوقود للتدفئة.
وحينها ، سأله الولد الاصغر :
- طيّب ياعمّي منين بدنا نجيب حطَب ؟
رد عليه ابو فوزي وهو يسقط كاسة الشاي الرابعة :
- بسيطة .. من « عجلون «
جيب فاس والحقني.
زاد سقوط المطر
وسمع الجالسون صرخات تأتي من الخارج.
فقاموا على الصوت واذا بجارتهم تطلب المساعدة لان زوجها يضربها ب « القشاط»، لأنها خلّصت جلن الكاز اللي جابه من يومين
وهرع القوم لفض الاشتباك...
.... وليلة سعيدة !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :