« فَراشة» في السّماء بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

« الدنيا ارزاق»
سواء في الأرض او في السماء
وانا كما كانت تقول المرحومة امّي « ولد مُرزَق «..
فقد سافرتُ إلى تونس لحضور وتغطية مهرجان قرطاج أوائل التسعينات بمعية الصديق المخرج المسرحي حاتم السيد..
وبعد ربع ساعة من اقلاع الطائرة .. تركني حاتم واستغرق في النوم العميق..
وتصادف ان كانت تجلس بجواري سيدة من المغرب ولاحظتُ (وانا سيد من يُلاحظ ) انها تبكي وانها منفعلة.
فحاولت التعرف عليها وتهدئتها وناولتها مَحرمة تمسح دموعها ..
كانت الطائرة تخترق الاجواء وانا مُنشغل بحديث السيدة وقصة حياتها والمأساة التي تعيشها.
وحاولتُ قدر ما تسمح به الظروف ان اطيّب خاطرها عملا بمقولة الجار للجار. .. قصرت ُ " اطبطب عليها عشان اطيّب خاطرها ".
كان «حاتم « مستغرقا بالنوم وهو ما ترك لي المجال للخوض بمشكلة السيدة والتعرف على سرّ دموعها.
طبعا..
ارتاحت السيدة بعدما « فضفضت لي « عن احزانها.. وما ان اقتربت الطائرة من الوصول ال مطار تونس.. حتى استيقظ صديقي حاتم ووجدني امسك بيد السيدة.
فاندهش..
ووشوشني : مين الست ّ ؟
قلت له بكل ثقة : صديقة !
وقمنا نستعد لمغادرة الطائرة.. فبادرتني رفيقتي بطبع قُبلة .. امتنان.
بينما بقيت السيدة جالسة لمتابعة الرحلة إلى «الدار البيضاء»..
وفي رحلة سابقة ..
والموضوع كله يدخل في باب « أرزاق "..
كنتُ عائدا من لندن.. وتعرفتُ على مضيفة مصرية أظن كان أسمها « ميرفت « ..شبه ميرفت امين أيام شبابها.
وبادرتُ باهدائها كتابي الذي كان قد صدر حديثا وأذكر كتبتُ لها الإهداء:
( إلى ميرفت ..
اجمل فَراشة تحلّق في السماء ).
ويبدو أنها « انبسطت " من الكلام المكتوب فاحضرت لي كمية إضافية من الشوكولاتة التي توزّع على المسافرين.
تبادلنا ارقام الهواتف.. والعناوين.
وسألتني « اذا بتعرف فندق قريب عشان رح ننزل فيه ..لان فندق مطار الملكة علياء مليان حجوزات «.
قلت : ليش تنزلي بفندق .. بيتنا قريب وانا لوحدي بالبيت.( كانت زوجتي عند اهلها في « اربد « وانا مطمّن ).
ابتسمت ميرفت وقالت ..باشوف وبارجعلك.
طار خيالي الى أعلى مستوى... وغرقتُ بالتفاصيل..
وما ان اقتربت من الوصول حتى « جاءت ميرفت تعتذر ..لانهم اخيرا لقيوا غرف فارغة بالفندق»..
اكتأبتُ.. الى حدّ الدمار الشامل.
وعندما وصلنا ..واقتربتُ من البيت وكانت الدنيا ليلا.. لاحظتُ الاضواء تشعّ بالمكان وما ان فُتح الباب ..حتى وجدتُ زوجتي وشقيقاتها ووالدتها بانتظاري...
قلت « الحمد لله ان ميرفت ما كانت معي..
كنت ..نمت ب ... الشارع !
مش بقولكم
الدنيا .. ارزاااق .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :