القطروز بقلم: طلعت شناعة


عمانيات -

r

بحسب اللهجة العامية فإن « القَطْروز» واظن الكلمة جاءتنا من زمن الدولة العثمانية ، هو « العامل والخادم في زراعة الارض وحراثتها ورعي الغنم وقيل انه «مساعد» الحرّاث.
وقد بحثتُ في معاجم اللغة العربية ـ طبعا ـ ،فلم اجد هذا المصطلح الاّ في اللهجة الاردنية والفلسطينية. وربما كان هناك «اوصاف مشتركة مع باقي الدول العربية ،ولكن بتسميات ومصطلحات أُخرى».
ويقول احدهم:
«انت شايفني قطروز». بمعنى «شايفني خدّام عندك؟».
ويقولون ايضا أن « ان السواد الاعظم من القطاريز تتشابه في كثير من الصفات ، منها الطاعة العمياء ، سرعة الحركة في انجاز الاوامر ، الاصغاء الجيد ، قلة الحديث وبالتالي عدم المناقشة فيما يُطلَب منه ،يجيد كلمة نعم ولا يعرف باللغة كلمة ( لا ) ، يتقزّم اذا ما تعملق السيّد ، يصبح هِرة» بسّة» اذا ما استأسد السيّد» .
«القطروز» لم يعد «ذلك الحرّاث الذي يعمل في الارض والفلاحة». بل بات في زمان « النّتّ»،يسخّر دهاءه وانحناءه من اجل خدمة « سيّده». وهو يكتب « التقارير» على « الآي باد» و» الآي فون» ويرتدي «بدلة « ويركب « سيارة فخمة».
فالمسألة ليست في « شكله»،بل في «جوهره» وطريقة تفكيرة،وقناعاته واعتياده على « ايذاء الكائنات» من اجل «إرضاء سيّده».
وفي المقابل ،تجد « الآخر»/ السيّد، يشعر بأنه « عملاق» امام «قزَم». واذا ما سألت الاول لماذا «تستعين بهذا القطروز،وهو مكشوف ومفضوح»؟
يردّ عليك: هو يؤدي لي خدمة،وانا لا أُجبره على ذلك.
هؤلاء « القطاريز» متواجدون و» متوفرون» في كل الاماكن وفي كل المجالات.
ينتشر « القطاريز» في انحاء المعمورة وتجدهم يزاحمونك « على الموائد» وفي « الندوات» و» المؤتمرات» و»الاسواق» و»الشوارع».
يملأون الحياة بنظراتهم « الكريهة».
وذات يوم سُئل الفيلسوف « سقراط»:» مَنْ يصنع الطُّغاة؟
فقال: ضعف المظلومين.
فعلا يا عم « سقراط»:
«وراء كل ظالم... «قطْروز » او أكثر !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :