خُذ الحكمة من جُحا بقلم: طلعت شناعة




استأجر جحا داراً، وكان خشب السقف يُقرقع كثيراً، فلمَّا جاء صاحب الدَّار يُطالبه بالأجرة قال له: أصْلِحْ هذا السقف فإنه يُقرقع، قال: لا بأس عليك، فإنه يُسبّح الله.
قال جحا: أخاف أن يزداد خشوعه فيسجد.!!
و سأله رجل ذات يوم: أيهما أفضل يا جحا؟.. المشي خلف الجنازة أم أمامها.. ؟
فقال جحا: لا تكن على النعش وامش حيث شئت.
و رأى يوماً سِربا من البطّ قريبا من شاطئ بحيرة فحاول أن يمسك بعضها فلم يستطع، لأنها أسرعت بالفرار من أمامه.. وكان معه قطعة من الخبز فراح يغمسها بالماء ويأكلها.. فمر به أحدهم وقال له: هنيئاً لك ما تأكله فما هذا؟.. قال: هو حساء البط ، فإذا فاتك البط فاستفد من مرقه.
وطبَخ يوما طعاما وقعد يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب هذا الطعام لولا كثرة الزحام! فقالت زوجته: أي زحام ولا يوجد إلا أنا وأنت؟ قال: كنت أتمنى أن أكون أنا والقِدْر فقط.
و جاءه ضيف، وبات عنده، فلما انتصف الليل أفاق الضيف، ونادى جحا قائلا: ناولني يا سيدي الشمعة الموضوعة على يمينك، فاستغرب جحا طلبه وقال له: أنت مجنون، كيف أعرف جانبي الأيمن في هذا الظلام الدامس؟
و سألوه يوماً: ما طالعك؟
فقال: « برج التّيس».
قالوا: ليس في علم النجوم برج اسمه « تيس « .
فقال: لما كنت طفلا، رأت لي والدتي طالعي، فقالوا لها إنه في برج الجدي. والآن قد مضى عليّ ذلك أربعون عاماً فلا شك أن الجدي منذ ذلك الوقت قد كبر وصار تيسا.
وسُئل: كم ذراعا مساحة الدنيا؟
وفي تلك اللحظة مرّت جنازة، فقال لهم: هذا الميت يرد على سؤالكم فاسألوه، لأنه ذرع الدنيا وخرج منها.
- كان حاكم المدينة يزعم أنه يعرف نظم الشعر، فأنشد يوما قصيدة أمام جحا وقال له: أليست بليغة ؟
فقال جحا: ليست بها رائحة البلاغة. فغضب المسؤول وأمر بحبسه في الإسطبل، فقعد محبوسا مدة شهر ثم أخرجه. وفي يوم آخر نظم المسؤول قصيدة وأنشدها لجحا، فقام جحا مسرعا، فسأله : إلى أين يا جحا؟ فقال: إلى الإسطبل يا سيدي.
يعني القصيدة « زبالة « ..!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :