"إسرائيل" تخسر الحرب. بقلم: حازم الخالدي



لا نستطيع أن نخفي أن العدوان الصهيوني على غزة تسبب بخسائر كبيرة لدى الفلسطينيين ، حيث استشهد ما يقارب من 30 الف فلسطيني، وأدت الحرب إلى نزوح نحو 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة بين مختلف مناطق القطاع ، كما أن واحدا من كل أربعة منهم يتضور جوعا ، بحسب ما تقول الأمم المتحدة.
أيضا الإسرائيليون يخسرون وخسائرهم كبيرة وفادحة رغم التفوق العسكري التقليدي لهذا الكيان والقوة الجوية التي يهيمن عليها، والرقابة العسكرية المشددة على الجنود لمنعهم من الإدلاء بأي معلومات تتعلق بحربهم على غزة ، إلى جانب منع الصحفيين من دخول مناطق النزاع باستثناء الرحلات القصيرة التي يتم الإشراف عليها بعناية مع قوات الدفاع الإسرائيلية.
الخسائر البشرية للإسرائيليين بالآلاف ، ومن شدة هذه الخسائر والخوف من دخولهم لساحات الحرب، ومواجهة المقاومة ، تجدهم يفقدون أعصابهم فيقتلون دون معرفة الشخص الذي يواجهونه ، والكثير منهم قتل على يد أفراد من جيش الاحتلال، فهم يشعرون بالخوف لمجرد أنهم يعتقدون أن أفرادا من المقاومة يحيطون بهم ، فكيف لو كان يحيط بهم 450 مليون عربي.
الخسائر البشرية الإسرائيلية لا تحصى ، والأكثر ايلاما لليهود الذين يحبون المال ويعبدونه، الخسائر المالية التي وصلت إلى مليارات، وكذلك خسارتهم للعنصر البشري فقد خسر الكيان العنصري خلال الحرب أكثر من 700 ألف مستوطن هربوا من مناطق الشمال، وغادر 30 ألفًا قبل بضعة أسابيع في يوم واحد ،وهؤلاء لن يكون لهم عودة، لذلك نشطت الصهيونية خلال فترة الحرب للترويج لاستقطاب يهود جدد من المناطق التي تعاني من نزاعات وحروب وأزمات اقتصادية مثل اوكرانيا وأثيوبيا وغيرها من الدول.
"إسرائيل" خسرت في كل شيء في هذه الحرب، فقد كانت نسبة الانخفاض بالصادرات 18.3%، وكما انخفضت الاستثمارات في الأصول الثابتة إلى 67.8% ، وخاصة في المباني السكنية، ويعاني قطاع البناء من نقص في العمالة بسبب الاستدعاءات العسكرية وانخفاض عدد العمال الفلسطينيين.
إن ما يحصل في الكيان المحتل ضربة كارثية للاقتصاد، لن يتعافى منها بسهولة لذلك فإن التوقعات بالنمو لعام 2024 من المرجح أن تسجل أحد أضعف معدلاتها على الإطلاق.
الخسائر المادية المخفية كبيرة جدا، فقبل أيام أعلنت إحدى أكبر صناديق التقاعد في العالم، أنها سحبت ما يقرب من نصف مليار دولار من السندات الإسرائيلية، كما ‏قام صندوق التقاعد النرويجي بتجريد كامل ممتلكاته من السندات الإسرائيلية..هذه هي الخسائر التي تقلق "إسرائيل" ربما أكثر من خسائر العنصر البشري، الذي يأتي الى الكيان كمرتزقة ، لا يهمه أيضا سوى المال، كونه دخل إلى هذا الكيان من أجل المال، وليس من أجل الاستقرار.
النفوذ اليهودي قائم على المال ، وقد خضعت معظم المؤسسات الدولية التي يديرها اليهود إلى سيطرة الصهيونية،التي هي الآن مسيطرة على العالم؛ فلو عمل العرب أصحاب الثروات على إنشاء مؤسسات دولية جديدة لجعلوا العالم يخضع لهم .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :