• الرئيسية
  • مقالات

  • انتحار الجندي الأميركي .. هل يحرك الضمير العالمي بقلم: حازم الخالدي

انتحار الجندي الأميركي .. هل يحرك الضمير العالمي بقلم: حازم الخالدي



الابادة الجماعية في غزة هزت ضمير العالم الحر وهزت ضمير الجندي الأميركي الذي يعمل في القوات الجوية (لارون بوشتل) البالغ من العمر 25 عاما، الذي أحرق نفسه أمام مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ليعلن أنه انخرط في هذا العمل الاحتجاجي ردا على ما يقوم به الاحتلال من عمليات تطهير عرقي في فلسطين.
الجندي الأميركي لم يتحمل الظلم الذي تقوم به "إسرائيل" وبلاده المشاركة والداعمة الأساسية في الحرب، إذ كان يستعد لهذا الفعل وأعلن ذلك صراحة في رسالة كتبها، حتى لو اعتبره البعض تطرفا،" إلا أن ما قمت به من احتجاج ، ولكن مقارنة بما شهده الناس في فلسطين على أيدي مستعمريهم ، فهو ليس تطرفا على الاطلاق ، وهذا ما قررت طبقتنا الحاكمة أن يكون طبيعيا " ، هذه كانت كلماته الأخيرة .
هذا الجندي يثبت أن الولايات المتحدة الأميركية تقاتل إلى جانب "إسرائيل"، وتمارس حربها الشرسة وترتكب المجازر ضد المدنيين في مختلف مناطق غزة وتقتل بشكل متعمد الأطفال والنساء في خيمهم وممرات النزوح وفي المستشفيات، وربما أن هذا الجندي الذي تعاطف مع فلسطين ومع الضمير الانساني؛ شعر بحجم التواطؤ الأميركي في هذه الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكب ضد المدنيين..
الجندي الأميركي كغيره من الأحرار في العالم، الذين خرجوا في مظاهرات في معظم العواصم والمدن يوجه رسالة إلى بلاده التي تمارس الاجرام وتمد الكيان المحتل بالأسلحة والمعدات وكل أصناف الدعم بغير وجه حقه.. ما كان لهؤلاء أن يقفوا ضد الحرب والإبادة الجماعية لولا الظلم الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني، وبالذات ضد المدنيين الذين ترتكب بحقهم فظائع ومجازر همجية قل نظيرها في هذا العصر.
الإعلام الأميركي مثله مثل الإعلام الصهيوني ، ربما ينشط الآن ليعلمنا أن هذا الشخص مختل عقليا ، وغير مستقر نفسيا، حتى لا يظهروا للعالم أي تعاطف إنساني تجاه الفلسطينيين ، مثلما يعمل اليهود في فلسطين وبالذات المستوطنين الذين ارتكبوا مجازر على مر فترات الصراع بحق الفلسطينيين ، ولا ننسى ما حدث في المسجد الأٌقصى على يد المتطرفين ، وما حصل أيضا في الحرم الإبراهيمي في الخليل ، وغيرها من الأماكن في فلسطين..
هذا الجندي الذي صَرخ بعد أن سكب الزيت على جسده، "فلسطين حرة " ، هل يستطيع أن يخرج الناس من اللامبالاة تجاه ما يحدث، وهل يدفع العالم ليتحرك ضميره، وهل يدفع بعض العرب الذين غابت عنهم فلسطين ، ولم يعد لهم أي وازع أخلاقي للتعاطف مع أبناء جلدتهم، ليستيقظ ضميرهم ..
ألا يجعل ما فعله الجندي الأميركي ، الولايات المتحدة أن تخجل من دعمها للكيان المحتل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :