ما تحكي لَحَدا بقلم: طلعت شناعة




مشكلتي انني كائن «واضح»، و " شفّاف " بل، شديد الوضوح والشفافية وللدقة، كائن «مفضوح». لسبب بسيط، أنني أعمل ما أعتقد أنه يناسبني، والى حدّ ما «متصالح» مع نفسي.
لهذا، دائما «اللي في قلبي، على لساني». صحيح أنني أتعرض جرّاء ذلك، الى كثير جدا من المواقف والمطبّات وسوء الفهم وسوء الظنّ. كل هذا وانا «واضح»، فكيف
لو كنتُ «باطنيّا» ومن جماعة «اللف والدوران»؟.
هذه الفترة، ومنذ فترة، وبعد فترة، ـ للتمويه ـ، أجدني مضطرا وتحت طائلة العقوبات والتهديد والترغيب، الى ممارسة «الكتمان»، لسبب لا أدريه.
فزوجتي مثلا، اقتربت منّي وهمست في أُذني بعيدا عن الأولاد، وقالت: «رح أعملك صينية بامية بالفرن توكلها لحالك »، بس ما تحكي لحد ا!.
ابتسمت، وكتمت»السّرّ».
إحدى الجمعيات الخيرية، اختارتني «أمينا» للسرّ. وكنتُ احضر اجتماعات على مستويات فوق فوق. وكانت مسامعي تلتقطان الكثير من المعلومات التي تستحق «البوح» واعني «النشر». وكنتُ أجد دوما رئيس الجمعية، يُنبّهني الى «ضرورة» كتمان الأحاديث وكان يقول «المجالس أسرار». ـ مين أسرار ؟.
حبيبتي (سابقا) وباعتبار ما (كان)، اعترفت لي بسرّ عظيم، وقالت: راح اعترف لك بسر، «أنا بحبّك»، بس ماتحكي لحدا!
ومن يومها «اختفت» ولم أعد اعرف لها طريقا. اللي بعرف عنها اشي يخبرني وله جائزة «أكلة مجدّرة».
أصدقائي الخُلّص يتهمونني بأنني «شخص» مكشوف، وقصدهم «مفضوح»، وطالبوني أن «أظب لساني» شوي، ولا أحكي كل اللي ببالي.
وبعد اسبوع لقيت أحدهم، وقال: يا اخي زمان ما حكيت لي عن غرامياتك.
نظرتُ اليه، وقلت: مش قلتوا لي لا تبوح باسرارك.
قال: يعني،على دوري، صرت كتوم.
قلت: طبعا، الكوّى اول ما بتعلّم الكوي، بحرق اواعي اولاده.
يا جماعة، يا عالم، أنا كائن «واضح» و»مش حمل أسرار»، بعدين، شو هالأسرار اللي بدها «أكتمها».
بالمناسبة، بعد ايام رح أكتب مقال، كله غمز ولمز ورموز، بس ما تحكوا لحدا.
كيف انا معكم، وحده بوحده !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :