تحولات بقلم: حازم الخالدي


في كل مرحلة من مراحل الصراع العربي الاسرائيلي تظهر لنا مواقف ومسارات وتحولات جديدة .."إسرائيل" بالنسبة لنا عدو احتلت أرض فلسطين هكذا تعلمنا ، إذا أردتم تغيير هذه الأفكار والمسلمات هذه الأيام لن تستطيعوا تغيرها من ثوابت التاريخ الذي لن يرحم أي طرف مهما كان ..
بعد حرب عام ٤٨ كان الحشد العربي أقوى واكثر حزنا وألما وظل العرب في حالة استعداد للمعركة الفاصلة ، ولم تستسلم الدول العربية ولا حتى الشعوب للهزيمة ، رغم ما لحق بها من هزائم متواصلة وبالذات الهزيمة الكبرى في عام 1967، التي أظهرت شحنات أكبر في الشارع العربي ،لدعم المقاومة الفلسطينية التي خاضت حرب استنزاف قل مثيلها بمشاركة دول عربية، وكانت هذه الحرب من أكثر الحروب شراسة التي لحقت بالعدو الإسرائيلي خسائر كبيرة وعلى مختلف الجبهات القتالية.
رفض العرب الهزيمة في ذلك الوقت وأعلنوا في مؤتمر الخرطوم الذي عقد بعد هزيمة حزيران لاءاتهم المشهورة: " لا صلح ..لا استسلام ..لا اعتراف بإسرائيل " ، وظلت الجماهير العربية متمسكة بهذه المبادئ رغم السيطرة الصهيونية على القرار الدولي ، والتحق الكثير من الشبان العرب ومن مختلف الدول بالمقاومة الفلسطينية للدفاع عن الحق الفلسطيني ..
لم يتغير الشارع العربي وظل متمسكا بالنصر يرفض الهزيمة ولم تتغير مفاهيم الصراع ، فالمواجهة مع العدو حتمية لإزالة آثار الهزيمة التي تلاحق الانسان العربي ، الجميع يلتف مع المقاومة أينما تكن وعلى أي جبهة كانت ، حتى في حرب بيروت عام 82 ، خلال الاجتياح الاسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت تطوع الشباب العربي من مختلف الجامعات للالتحاق بالمقاومة ..
حركة الشعوب لم تتوقف وإن خفت صوتها في عصر التحول الرقمي، فالبعض يرفض المواجهة مع " إسرائيل" وكأنها أصبحت أمرا واقعا في الجغرافيا العربية، رغم التظاهر والتأييد العالمي للقضية الفلسطينية ، تخرج علينا مفاهيم جديدة وخاصة عند الشباب وهي رفض المقاومة وتجاهل التاريخ ومحاربة كل من يدعو للتحرير، بعد أن فرضت علينا حلول سلمية لم يعد لها أي جدوى في الصراع، لا بل أنها حلول استسلامية يستجدي فيها العرب السلام الذي ترفضه " إسرائيل" ..
هذا الوضع جعل القضية الفلسطينية تتراجع في دائرة الاهتمام العربي ولم تعد القضية الاولى للعرب ، في وقت تزداد الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين وضد الوجود العربي، وهي واضحة للعيان جعلت شعوب العالم تنتفض من أجل وقفها و"محاسبة إسرائيل " على ما تقوم من بشاعة في ارتكاب للجرائم وإبادة جماعية ، لكن العالم العربي خسر مواقفه وقد وصل إلى مرحلة الخنوع؛ ظهر أمام دول العالم وأمام " إسرائيل" أنه تخلى عن القضية الفلسطينية ،وللأسف أنها مواقف تخدم المحتل وتعطي الاحتلال الفرصة للاستمرار في جرائمها.
التحولات في الشارع العربي مشابهة للوضع الراهن في العالم العربي، وهذا أمر خطير لا يهدد الشعب الفلسطيني فقط وإنما يهدد وجودنا كعرب ويجعلنا رهينة بيد هذه الدولة الصهيونية.
نحتاج إلى دراسة لقياس مدى تأثير العدوان على غزة على مواقف الشباب العربي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :