الكمّاشة بقلم: طلعت شناعة




قال لي انه « مُحاصَر « من زوجته. وأنها تتدخّل في كل شؤون حياته من اختيار ملابسه حتى « رسائل « الموبايل.

وأضاف : حتى عندما كنت اخرج من البيت لممارسة المشي.. كانت تشكّ فيّ.. وتظن أنني خارج كي ابعث رسالة.

سألته « هل لك علاقات تجعل زوجتك تفرض عليك الإقامة الجبرية..؟

قال : لا..طبعا.

لكن لي أصدقاء.. وهي تعتقد أنها أسماء وهميّة لنساء.

اشفقتُ عليه.. وشعرتُ ان الرّجل متزوّج « كمّاشة» وليس امرأة.

عدتُ للقاموس.. فوجدتُ أنّ « كمّاشة « اسم والمصدَر « كَمَشَ «..

والكمّاشة التي نعرفها.أداة صغيرة من حديد ذات فكّين ومقبضين مثبّتين معا ليعمل على نحو متعاكس في نزع المسامير.

وايام زمان..

قبل اختراع الأدوات المتطورة.. كان « الحلاّق « يخلع « السنّ « أو « الضّرس « ب « الكمّاشة «.

وفي لغة العصر والصحافة نقرأ تعبيرات لها علاقة ب « الكمّاشة « مثل :

المرأة العربية محاصرة بين « كمّاشة « ادّعاء الشرف والجهل والإشاعة.

وفي الحروب.. وجدتُ ان مصطلح « الكمّاشة « موجود ك « تكتيك «.. يُسمّى «الضربة المزدوجة «.

وهو مناورة عسكرية يقوم فيها الطرف المدافع بمهاجمة جناحي الطرف المهاجم في نفس الوقت الذي يهاجم فيه المهاجمون قلب الجيش المدافع، الذي بدوره يتراجع بانتظام حتى يتمكن جناحيه من تطويق المهاجمين. استخدم هذا التكتيك في بعض الأحيان بهدف عزل أحد الجيوش ومنع وصول التعزيزات إليه. تعتمد معظم معارك المشاة على هذا التكتيك العسكري، بل ويستخدم عادة في بعض معارك الطائرات أيضاً.

غالباً ما تنتهي المعارك التي يستخدم فيها هذا التكتيك، بالاستسلام أو تدمير القوة المحاصرة، وفي بعض الأحيان تتمكن القوة المحاصرة من اختراق الحصار عن طريق المهاجمة من الداخل، أو أن تفتح قوة صديقة ثغرة في الحصار بالمهاجمة من الخارج لتتمكن القوة المحاصرة من الهرب.

..

تخيّلوا حياة بعض الرجال المتزوجين.. مثل هذه «الحرب « ؟

تخيّل نفسك « مُحاصَرا « من زوجتك التي تتحوّل إلى « كمّاشة « فتّاكة..

طيّب ما في « هُدنة «..

عاد الرجل يسألني عن الحل..

قلت « ما الك الاّ مجلس الأمن.... او الجامعة العربية او دول عدم الانحياز " .. يرحم جدّك

عاد يسألني :
شو الحلّ ؟
قلت :
لازم تتعايش مع.. ( الكمّاشة ) او تحوّلها إلى " شاكوش " او زرّاديّة " !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :