بطّيخة مُحتَرَمة بقلم: طلعت شناعة




علاقتي بالبطّيخ قائمة على «الاحترام المتبادل» و»الود الشديد». ومنذ بدأ مهرجان جرش .. وأنا أرنو بعينيّ الى «تلال البطيخ على امتداد الطريق من عمّان الى جرش. وكل مرة أقول في سرّي: بدي بس أروّح " أشكح" بطيخة وأترنّم عليها !
وتمضي الأيام والليالي، وأنا أردد ذات الكلام، وكنتُ في السابق (الواقع كنا: رسمي محاسنة وانا) في بدايات مهرجان جرش، نباغت الزملاء (في التلفزيون الاردني) في «سيارة النقل» وهم «يشكحون بطّيخة»، في عزّ الشُّغل في موقع المهرجان. وطبعا كانوا يدعوننا وكنا نلبي على الفور. وكناـ
سقا الله على تلك الأيام ـ ، نلتهم البطيخ مع الخبز، وترانا من الجوع، «نغبُّ» في لُبّ البطيخ والمياه الحمراء " تشرشر " حتى أكواعنا.
منذ يومين كنتُ في البنك اسحب راتبي..وبعد دردشة طالت مع الموظفة التي( بالغت) في مودتي..ولربما « من قلّة الزبائن او العملاء .. انا عميل للبنك فقط «.. قالت: لا بُدّ من ( تحديث بياناتك ) .
قلتلها انا جاهز..
وعادت تسألني انت شو بتشتغل ؟
قلت لها : المفروض اني كاتب وصحفي.
قالت شو بتكتب هالايام؟
قلت « عن اي شيء بيخطر ف بالي..ممكن عن حوارنا هذا .
عادت تسألني « طيب شو بتتوقع .. رح ترجع حياتنا زي الاول ؟
قلت : ان شاء الله.. المهم احنا نرجع لحياتنا.
قالت : يا سلام.. شكلك مثقّف ؟
قلت : تقريبا ...
وقّعتُ على أوراق كثيرة ولم اعرف ما هي .. وخرجتُ إلى الشارع.. وعند اول محل « خُضرا « توقفتُ بعد ان ناداني شاب « اسمراني « وهو يقف عند كوم بطّيخ .. وسألني : تعال ..خُذلك بطّيخة .
عملت حالي « فاهم « وقلت « ع السكّين « ؟
قال ماشي .. ع السكّين .
وشكحّها وكانت « بطّيخة حمرا «.
قلت : الله ( يبيّض) وجهك !
وعند الحساب . اكتشفت أنني دفعت (اكبر ) مبلغ بحياتي ثمنا ل بطّيخة .
(خمس دنانير وعشرين قرشا...)
حملتُها واخذتُ اهذي و انا ماشي :
فعلا أنها « بطّيخة .. محترمة
وفي المساء « .. وجدتُ زوجتي تقول لأولادي «: اوّل مرة ابوكم بجيب بطيخة وما بنضحك عليه.
قلت : المهم انها حمرا وحلوة ..
قالت زوجتي « فعلا أنها بطيخة محترمة.
قلت كويس انها بيّضت وجهي « !
وعلى الفور.. قلت : هاتوا جبنة عشان يصير بينا
« بطيخ وجبنة "..!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :