شربت قهوة وسمعت فيروز بقلم: طلعت شناعة



قبل عدة سنوات ...
و على طريقة «مُجبرٌ أخاك لا بطلُ» كنتُ كما انا الان ، أصحو كل يوم في السادسة صباحا واحيانا «أبكَرْ»، كي أكون «جاهزا» لإيصال ابنتي دينا ( التي أصبحت الآن سيدة وهي بالطبع ام نوح وحلا.. )
وكانت وقتها الطالبة الجامعية الى «مجمّع الشّمال».
وعادة ما كانت تسألني «شربت قهوة»؟ كي تضمن ان يكون والدها في حالة «يقظة»،بسبب الحوادث التي باتت «شبه يومية» على «شارع الاردن» و»نزول» مستشفى
الملكة علياء.
كنتُ «أرشق وجهي» بالكثير من الماء البارد «من الحنفية»، وأعدّ قهوتي في «الكنكة» التي احضرتها معي من «خان الخليلي» في زيارتي الاخيرة للقاهرة قبل عشر سنوات. واتناول «بقايا» قطعة شوكولاتة مما تركها «الصغير»، و»أدقّ سِلف» وينك يا «مجمّع الشمال».
تفتح نافذة السيارة فتشم الهواء النقيّ قبل ان تزدحم الشوارع بالمركبات والكائنات.
ينساب صوت «فيروز» وأعلّي الصوت محتفلا فالفراغ وبوحدتي مع الطبيعة.
ثمّة جمل وناقة وقاعود «ابنهما»،على طرف الشارع، واحيانا كنتُ ارى كائنات تأتي صباحا كي تشتري «حليب الناقة» لفوائده الصحية،ومنها كما همس بأُذني أحد «رفاق السوء»،انه «حليب الناقة» مفيد كمنشّط للرجال. طبعا «منشّط» من «الجمل» و»الجمل بما حمل».
كان ثمة هواء عليل يداعب وجهي خلال الطريق، وكنتُ أستمتع بالصوت الملائكي وهي تغني «سلّم لي عليه»، وكأنها تريد توصيل «رسالة» الى المحبوب «الغائب».
في «الطّلعة» الحادّة، تبدأ السيارة بالصعود الصّعب، وهنا تظهر قوة «الماتور». إنت وحظّك يا ابو الحظوظ.
تصل آخر «الطّلعة»، وتشكر سيارتك التي لم تخذلك.
في «مجمّع الشمّال»،كنت ترى وجوه الطالبات يتهافتن حول الباصات الناقلة الى الجامعات المختلفة. وثمة «زحام» عند أحد أكشاك بيع «بطاقات الهاتف الخلوي»،
وآباء جاءوا يوصلون بناتهم الى «المجمّع».
نغادر المكان ونهمّ بالهبوط الى «شارع الاردن»، فنفاجأ بسيارة «خابطة عمود كهرباء» وبعض الناس يحاولون المساعدة، تهزّك الصدمة وتخرج من «حالتك» الهادئة الى حالة «حزن» و»أسف» على حوادث مجانية لا تدري سببها.هل كان السائق «نائما» ام «...» أم «متشاجرا مع زوجته» الله أعلم.
وفي الطريق، تجد سيارة «محشُوّة» بعمّال البناء، بما يفوق حمولة السيارة، الكل يريد الوصول بأسرع وقت ولكن بأبسط التكاليف.. الارواح.
ضحايا الطريق ذاته يزدادون، وكأننا على موعد مع «الموت المجاني» في كل مكان.
أُخفض صوت «فيروز» واسير الهُويْنى... تسبقني دهشة الشارع... والوجوه العابرة !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :