زوجي يغار منّي .. ! بقلم: طلعت شناعة




هناك فرق بين عبارة» يغار /عليّ» و» يغار/ منّي».
الاولى تحمل معنى « الشهامة» و» النّخوة»،والثانية تعني» الغيرة» والشعور بالنّقص و»الانتقاص» من الآخر.
تاريخيّا، واجتماعيا،ومن أيام « شناعة.. الرابع عشر»،كان المُتعارف عليه ان تغار المرأة / الزوجة من نجاحات زوجها ،كون ذلك يجلب لها» مُنافِسات» من « المُعجبات». وبالتالي ثمة «انزعاج» من «نجوميّة» الرّجل».
وفي زماننا الذي اختلفت فيه الأشياء،بما يتجاوز احيانا قدرتنا على التخيّل والتصوّر،بتنا نرى « غيرة الرجال» من «نجاحات» زوجاتهم.فاذا ما تولّت احداهنّ مَنْصِبا او حصلت على شهادة جامعية عُليا،اخذ زوجها « ينفُخ» و» يتأفّف»،وإن كان لا يُعلن عن ذلك أمام العامّة. فيُضمر عكس ما يُظهر امام الناس.
وذات يوم كنتُ أُجري مقابلة مع سيدة نالت الدكتوراة في « تخصّص» نادر. وجرى ذلك في بيتها. وخلال اللقاء، لاحظتُ أن زوجها،صار» ينْفُخ» و يحوم حولنا،مثلما يفعل» الجرسون» في المقاهي الشعبية عندما يرغب ب « تطفيش» زبون معيّن،فيأخذ برش الأرض بالماء من حوله،او اثارة الضجيج،بقلب الكراسي بطريقة تُحدِث «فرقعة»،او يرفض الاستجابة لـ»طلبات» الزبون»: مفيش «بُنّ»،مفيش « شاي» مفيش «سُكّر» الى آخر « المفيشات».بحيث يقوم الزبون ويغادر المكان.
كنتُ اراقب الزوج» الغيور»،وانا «أتفهّم» بعض ما قلبه،احيانا اخفي ضحكة «شماتة» واحيانا كنتُ « استهجن» كيف لرجل « متعلّم» ان يغضب من «نجاح وتألق زوجته».
طبعا،يبررون ذلك بالاولاد والعناية بالبيت. ومنهم من «يُجاهر» بعقليته» الذكوريّة» المُتخلّفة،ان المرأة»خُلِقت للخِلْفة والطّبخ والكنس وغسل الثياب وشطف البرندة والمصطبة وعمل» المقدوس» و» المحاشي» الى آخر اصناف «الطعام « التي يحبها الزوج،المحترم.
ماشي يا سي السيّد..
حاضر يا سيدي
طيّب لماذا وافقت منذ البداية ان تتزوج فتاة متعلّمة ولديها طموحات،ومن المؤكد انكما تحدثتما عن ذلك «أيام الخطبة»،خلال التهام « البوظة» و»الكابتشينو».
فلماذا ،تغيّرت،بعد الزواج يا سيدي الرجل ؟
في الحالة الاولى،كان الرجل يقول ان «نجاحاته» تعود بالفائدة على «البيت» كله،بما فيه من «زوجة» و» ابناء» و»مطبخ».
والان ، يرتد» السّهم» الى «نحر» الزوج،فتقول الزوجة « الطموحة»،أن كل تفوّقها،حتما سيعود بالنّفع على « الأُسرة» بما فيها من « زوج» و»ابناء» و» برَندة» و» ثلاجة» و..»أرجيلة» !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :