لماذا لا تتوقف الحرب في غزة ؟



بعد ثمانية شهور من الحرب في غزة لم نعد نراهن على أي دولة لوقف هذه الحرب غير المسبوقة في تاريخ الحروب العربية – الاسرائيلية.
لم تتوقف المساعي من مختلف الدول والأطراف والمؤسسات الدولية لوقف هذه الحرب ، ولكن هذه المساعي والجهود كانت تصطدم في التعنت الاسرائيلي وبالذات من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ،الذي يصر على تحقيق أهدافها، وفعلا هذا لم يتحقق على أرض الواقع.
ربما يعتقد البعض أن مسألة إنهاء الحرب بيد " إسرائيل" التي كانت تريد القضاء على حركة المقاومة الاسلامية في غزة وإنهاء وجودها من القطاع، ولكن الحقيقة أن المسألة أكبر من ذلك ، كون كل الدول المتحالفة مع "إسرائيل"، خسرت الحرب، فالدول التي تخوض الحرب مع "إسرائيل" ، منها ما هو معلن كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ، ومنها غير معلن مثل المانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي تتأرجح مشاركتها بين الامدادات العسكرية أو المشاركة في بعض الاستشارات الفنية والميدانية، وكلها تريد القضاء على المقاومة، وتدميرها بشكل كامل، لذلك لم نستغرب هذا الدمار الذي حدث في غزة، ولا حتى الوحشية في القتل التي امتدت إلى الأطفال والنساء وحرقهم داخل الخيم التي تأويهم .
والسؤال المنطقي هل يمكن لهذه الدول العظمى أن تسمح لفصيل مقاوم أو منظمة لا تعترف بها كل هذه الدول أن تنتصر عليها في حرب طال أمدها وفي بقعة جغرافية صغيرة ليس فيها أي مواقع استراتيجية،لا بل أنها منطقة محاصرة، أو كما يطلق عليها " سجن بلا سقف"، بالتأكيد أن ما حققته (حماس)، هو انتصار على " إسرائيل" وعلى كل هذه الدول بصمودها الاسطوري لهذه الفترة الطويلة من الحرب، يضاف إلى ذلك الفشل العسكري أو الاستخباري الاسرائيلي الذي حصل في 7 اوكتوبر، وكشف هشاشة الأمن الإسرائيلي، والأكثر مرارة ل" إسرائيل"، الخسائر التي لقيتها في الحرب سواء عسكرية أو مادية .
لن نستغرب هذا الافراط في القصف واستهداف المدنيين في بيوتهم والمستشفيات والممرات الآمنة وحرق الأطفال في الخيم، بعد أن فشلت استراتيجية "إسرائيل" في الحرب على غزة، حتى أن أميركا اقتنعت بهذه المسألة التي دفعت الرئيس الاميركي جو بايدن، إلى إعلان مبادرته لوقف الحرب ضمن صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، بعد أن وجد أن لا مجال لإنهاء الحرب بالانتصار على المقاومة، حتى اجبروا جميعا الى التفاوض مع المقاومة ، لأنها هي الباقية على الأرض…
يبدو أن أميركيا أدركت أنه من الصعب القضاء على حركة المقاومة( حماس)، وستحاول إقناع حكومة الاحتلال بهذه الفكرة، التي لن تجعلها تتمتع بحرية الحركة في غزة، ولن تجعلها تحقق الانتصار..
هذه خيبة أمل لكل الدول التي شاركت في الحرب على غزة ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :