عندما كنا أطفالا في «إربد» وتحديدا في « المخيّم»، كانت والدتي ـ رحمها الله ـ تُرسلني الى مطعم» أبو البلّوط»، أرجو ان يكون اسمه صحيحا، وكان الرجل ـ رحمه الله ـ يناولني « رأس» ثوم، ويقول لي» أُقعد تسلّ لحد ما يجيك الدور». وكان يعني حتى ينتهي من إعداد الفول «المدمّس» في طنجرته الضخمة والتي كان يدق فيها
الفول والحمّص بأداة من الخشب الصلب. كنتُ صغيرا ولم أفهم معنى ما أقوم به من عمل لا يدخل في واجباتي كطفل كان كل همّه أن يعود بصحن الفول سليما معافى.
وبعد ان كبرنا،صرنا نذهب الى الحلاّق، على اعتبار ما كان من شَعَر، وقبل ان يصلنا الدور، كان يقول لنا الحلاّق: اقروا الجرايد والمجلات و .. تسلّوا. وكانت الجرايد والمجلات قديمة ومهترئة ونادرا ما كانت كاملة الصفحات. فبعض الزبائن يأخذ صفحة الرياضة وآخرون صفحة « الاستراحة « التي كانت أيامها تعني «المنوعات» وتبقى الصفحة الاولى والاخيرة وهما صفحتا السياسة.
لم أكن وقتها أعرف لماذا يترك الزبائن صفحات السياسة، بينما تنال صفحات المنوعات والرياضة معظم اهتمامهم.
وكانت أُمّي حين تغضب مني وتريد معاقبتي، كانت تضع بين يديّ صحن « عدس» أو « أرزّ» وتقول لي» اقعد نقّيه لحد ما أفضى لك». وكنتُ أشعرُ أن ثمن انتظاري للمصروف « قرشين « سيكون باهظا، فالعدس والأرزّ في تلك الأيام كان يحتوي على مواد وأوساخ وشوائب لا حصر لها.
وهذه الأيام ، اتابع الأخبار وأشعر أن بعض السياسيين والمسؤولين يضعون أمام الشعوب أكواما من « العدس والأرزّ « غير النظيف والمليء بالشوائب ويطلبون منهم أن بجلسوا و « يتسلّوا» لحد ما « يزبطوا أُمورهم». نسمع ونرى أشياء مثيرة ، لكنها في النهاية عبارة عن « صحن تسالي».
وكل واحد من الرؤساء والزعماء « بتسلّى « على مزاجه والناس أيضا ، قاعدة بتتسلى». والحياة ماشية، تمام التمام
ـ مين تمام ـ ؟.
عندما كنا أطفالا في «إربد» وتحديدا في « المخيّم»، كانت والدتي ـ رحمها الله ـ تُرسلني الى مطعم» أبو البلّوط»، أرجو ان يكون اسمه صحيحا، وكان الرجل ـ رحمه الله ـ يناولني « رأس» ثوم، ويقول لي» أُقعد تسلّ لحد ما يجيك الدور». وكان يعني حتى ينتهي من إعداد الفول «المدمّس» في طنجرته الضخمة والتي كان يدق فيها
الفول والحمّص بأداة من الخشب الصلب. كنتُ صغيرا ولم أفهم معنى ما أقوم به من عمل لا يدخل في واجباتي كطفل كان كل همّه أن يعود بصحن الفول سليما معافى.
وبعد ان كبرنا،صرنا نذهب الى الحلاّق، على اعتبار ما كان من شَعَر، وقبل ان يصلنا الدور، كان يقول لنا الحلاّق: اقروا الجرايد والمجلات و .. تسلّوا. وكانت الجرايد والمجلات قديمة ومهترئة ونادرا ما كانت كاملة الصفحات. فبعض الزبائن يأخذ صفحة الرياضة وآخرون صفحة « الاستراحة « التي كانت أيامها تعني «المنوعات» وتبقى الصفحة الاولى والاخيرة وهما صفحتا السياسة.
لم أكن وقتها أعرف لماذا يترك الزبائن صفحات السياسة، بينما تنال صفحات المنوعات والرياضة معظم اهتمامهم.
وكانت أُمّي حين تغضب مني وتريد معاقبتي، كانت تضع بين يديّ صحن « عدس» أو « أرزّ» وتقول لي» اقعد نقّيه لحد ما أفضى لك». وكنتُ أشعرُ أن ثمن انتظاري للمصروف « قرشين « سيكون باهظا، فالعدس والأرزّ في تلك الأيام كان يحتوي على مواد وأوساخ وشوائب لا حصر لها.
وهذه الأيام ، اتابع الأخبار وأشعر أن بعض السياسيين والمسؤولين يضعون أمام الشعوب أكواما من « العدس والأرزّ « غير النظيف والمليء بالشوائب ويطلبون منهم أن بجلسوا و « يتسلّوا» لحد ما « يزبطوا أُمورهم». نسمع ونرى أشياء مثيرة ، لكنها في النهاية عبارة عن « صحن تسالي».
وكل واحد من الرؤساء والزعماء « بتسلّى « على مزاجه والناس أيضا ، قاعدة بتتسلى». والحياة ماشية، تمام التمام
ـ مين تمام ـ ؟.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق