عمانيات - نجح فريق باحثين في سويسرا في تطوير روبوت رياضي قادر على لعب كرة الريشة ضد بشر، في سابقة تكنولوجية تفتح الباب أمام عصر جديد من الروبوتات القادرة على التفاعل اللحظي مع البشر في رياضات عالية السرعة والدقة.

الروبوت الجديد، الذي تم تصميمه بأرجل ميكانيكية ومنصة توازن متقدمة، يستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة تمكّنه من التنبؤ بمسار كرة الريشة والتفاعل معها في الوقت الحقيقي، سواء عبر التحرك السريع لتغطية الملعب أو عبر توجيه ضربات دقيقة تستجيب لمهارات خصمه البشري.

وبحسب تقرير نشرته رويترز أمس، فقد تمكّن الروبوت من خوض مباريات اختبارية ضد لاعبين حقيقيين، وأظهر أداءً مذهلًا من حيث الاستجابة الحركية، التوازن، والتوقع، وهي عناصر جوهرية في رياضة تتطلب دقة وسرعة من جزء من الثانية.

وقال مطوّرو الروبوت إن الهدف من المشروع لم يكن فقط إثبات أن الذكاء الاصطناعي قادر على "لعب" رياضة تنافسية، بل أيضًا استكشاف مدى قدرة الآلات على فهم الزمن الحقيقي، والتفاعل الجسدي وفق معطيات مرئية وحركية لحظية.

ويجمع الروبوت بين تقنيات ميكانيكية عالية التخصص، وأجهزة استشعار تعتمد على الرؤية الحاسوبية، ونظام تعلم آلي يسمح له بتطوير أدائه مع كل مباراة يخوضها. وتم تدريبه على آلاف المسارات المختلفة لكرة الريشة، كما زُوّد بقدرة معالجة فورية للمكان والزاوية والسرعة والارتداد.
هذا الابتكار لا يمثل فقط قفزة في مجال الروبوتات التفاعلية، بل يطرح إمكانية استخدام مثل هذه الروبوتات مستقبلاً في أغراض التدريب الرياضي، إعادة التأهيل البدني، الترفيه التفاعلي، والتعليم الحركي للأطفال أو كبار السن.
كما رأى خبراء في الذكاء الاصطناعي أن هذا التطور يمثّل دمجًا نادرًا بين ما يُعرف بالذكاء الإدراكي (Cognitive AI) والذكاء الحركي (Motor AI)، وهو مجال ما زال في بداياته ويعدّ من أكثر المجالات الواعدة في أبحاث الروبوتات.
في الوقت نفسه، حذّر بعض الباحثين من المغالاة في تقييم "الوعي" لدى هذه الأنظمة، مشيرين إلى أنها لا تزال تعمل ضمن أطر مغلقة محددة مسبقًا، ولا تملك بعد المرونة الإدراكية الكاملة التي يتمتع بها البشر، لكنها تقترب منها بخطوات غير مسبوقة.