عمانيات - كشفت وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية عن وثيقة حكومية جديدة تُعلن فيها عن إطلاق ما وصفته بـ"هجوم منظم" على جبهة الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تعزيز مكانة ألمانيا التكنولوجية ورفع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10٪ بحلول عام 2030.
الوثيقة التي اطّلعت عليها وكالة رويترز، تتضمن خطة شاملة لتوسيع البنية التحتية الرقمية، وتطوير تقنيات حوسبة كمّية متقدمة، وبناء مصانع متخصصة في معالجة الذكاء الاصطناعي، تُعرف باسم "gigafactories"، بدعم من تمويل أوروبي مشترك بقيمة 20 مليار يورو.
وتسعى الحكومة الألمانية من خلال هذه الخطة إلى سد الفجوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة والصين، عبر دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل صناعة السيارات، والهندسة، والكيماويات، والروبوتات.

وستعمل الوزارة على ربط البحث الأكاديمي بالصناعة، من أجل تحويل المعرفة النظرية إلى تطبيقات قابلة للتنفيذ على نطاق واسع.

وأكدت الوثيقة أن ألمانيا ستبدأ هذا العام تشغيل أول أقمار صناعية بحثية في مجال الاتصال الكمّي، إلى جانب تسريع تطوير الحوسبة الكمّية المصححة للأخطاء، بهدف بناء بنية تحتية متكاملة تضع البلاد في قلب السباق العالمي نحو الهيمنة التكنولوجية.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تزايد القلق الأوروبي من احتكار التكنولوجيا المتقدمة من قبل شركات أميركية وصينية، وتسعى ألمانيا من خلال هذه الاستراتيجية إلى ضمان استقلالها الرقمي وتعزيز سيادتها التقنية على المدى الطويل.

وتعكس الخطة تحولًا استراتيجيًا واضحًا في التوجهات الاقتصادية لألمانيا، من قوة صناعية تقليدية إلى مركز متقدم للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما قد يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة وشراكات جديدة داخل السوق الأوروبية وخارجها.