ندوة تستذكر الملك المؤسس في ذكرى استشهاده الـ74


عمانيات - استذكرت ندوة نظّمتها وزارة الثقافة، اليوم الاثنين، في دائرة المكتبة الوطنية بعمان، المغفور له بإذن الله، الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، في ذكرى استشهاده الـ74 في رحاب المسجد الأقصى المبارك.

وقال وزير الثقافة، مصطفى الرواشدة، الذي رعى الندوة الاحتفائية بذكرى الاستشهاد، في كلمة ألقاها: "لقد كان استشهاد الملك المؤسس يمثل رمزية عميقة للعلاقة الدينية والتاريخية التي تربط الهاشميين بالقدس الشريف، والتي بدأت منذ الإسراء والمعراج، واستمرت حتى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي تجسّد معاني التضحية لملوك بني هاشم".

وأضاف الرواشدة، في الاحتفائية التي حضرها العين محمد داودية:"وإذ نحتفي هذا اليوم بذكرى استشهاد الملك المؤسس، فإننا نستعيد مواقف جلالته الوطنية، وجهوده في الدفاع عن فلسطين والقدس، وحكمته ورؤاه التي كانت تستشرف المستقبل في تأسيس الدولة ورسم علاقاتها مع محيطها العربي وعلاقاتها الدولية".
وبين أن المغفور له بإذن الله كان أحد قادة الثورة العربية الكبرى، وقد تجسدت في شخصيته الخبرة السياسية، والحنكة، والقدرة على مواجهة الأزمات والتحديات. وحينما جاء إلى الأردن، كان يحمل رسالة الثورة العربية ومبادئها الإنسانية في الوحدة والتحرر، لتبقى رايتها عالية خفاقة.

ولفت إلى أن المغفور له، الشهيد الملك المؤسس، كان أوّل زعيم عربي يتبنى القضية الفلسطينية، كونها قضية الأردن الرئيسة، مشيرًا إلى أن الشهيد كان حريصًا على عروبتها، ودافع عنها منذ ظهور خطر وعد بلفور عام 1917، وقد عبّر عن وعيٍ مبكرٍ بمخاطر الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتقسيمها.

واستحضر بطولات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي – في حرب عام 1948، في الدفاع عن فلسطين والقدس، ومن أبرزها معركتا اللطرون وباب الواد.

وأشار إلى جهود المغفور له، الملك المؤسس، في تحقيق الوحدة بين الضفتين، والذي رأى في القضية الفلسطينية قضية عربية وإسلامية جامعة.

وقال وزير الثقافة:"لقد جاء الملك المؤسس إلى أرض الأردن في عشرينيات القرن الماضي مجاهدًا، وغادر الدنيا شهيدًا على ثرى القدس التي أحبها، ودافع عنها، فسال دمه الزكي عند عتبات المسجد الأقصى، وعلى مقربة من ضريح والده، المغفور له بإذن الله، الشريف الحسين بن علي، الذي ضحّى بعرشه على أن يفرّط بذرة من أرض القدس وفلسطين".

وختم كلمته قائلًا:"ونحن نستذكر استشهاد الملك المؤسس، فإننا نستذكر مواقف القادة الهاشميين الثابتة، وتضحيات الأردنيين في الدفاع عن عروبة فلسطين، ومواقف جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني، الذي يحمل شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومواقف الأردن في دعم الأهل في غزة هاشم لإيقاف الحرب، ورفض كل أشكال التهجير".

وشارك بالندوة المؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي، والباحثون الأكاديميون: الدكتور أحمد السعيدات، والدكتور أنور الجازي، والدكتور حسين الشقيرات. وقدّمها مدير مديرية الدراسات والنشر في الوزارة، الدكتور سالم الدهام.

ونوّه الدكتور الشقيرات، بشخصية المغفور له، الملك المؤسس، التي امتلكت قدرات ومهارات سياسية عالية، مشيرًا إلى مساعيه ونضالاته من أجل مشروع تأسيس سوريا الكبرى.

ولفت إلى دور الملك المؤسس في تأسيس إمارة شرق الأردن، وجهوده في استثناء الأردن من وعد بلفور، ونضالاته في مواجهة الانتدابين البريطاني والفرنسي، وسعيه لتحرير سوريا من الاحتلال الفرنسي.

ونوّه الدكتور السعيدات بالشعور القومي الذي تحلّى به المغفور له، الملك المؤسس، وبعد نظره السياسي، لافتًا إلى التفاف العشائر الأردنية من حوله لثقتهم العالية به.

وأوضح أن هذا الالتفاف أسهم في دعم مشروع الملك المؤسس بالتوجه نحو الاستقلال، لنيل الحرية، والتحرر من جميع القيود والسياسات والقوى الخارجية، ووضع الأردن على خارطة العالم.

وتحدث الدكتور الجازي عن جهود الملك المؤسس في إحداث نقلة نوعية وتنمية في مناطق البادية، مستعرضًا أبرز الإنجازات التي جرت في عهده، خصوصًا في منطقة البادية الجنوبية، ومنها: تعيين نائب عن العشائر البدوية، وإصدار الأنظمة والقوانين التي تنظم العلاقات بين القبائل والعشائر البدوية، وقانون المحاكم العشائرية الذي صدر عام 1927، والتقسيمات الإدارية، وتخصيص مقاعد للبدو في مجلس النواب.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :