بعد 100 سنة .. راحة بقلم: طلعت شناعة


هناك مثل روسي يقول " دايماً اوّل 100 سنة تعب " وبعدها الواحد بيرتاح
وانا أجلس على الرّصيف كل مساء ، تخطر ببالي أفكار عجيبة ، خاصة مع " قرقرة " الارجيلة .
اصدقائي أصحاب المحال في " الجبيهة ".. يقولون :
" الناس بتفيع بعد الساعة 7مساء ، مع بداية انخفاض درجات الحرارة .. ويتحوّل الشارع المقابل وباقي شوارع عمّان إلى " شلاّل من السيّأراه المتدفّقة بلا توقف باستثناء بعض السائقين " غير المتهوّرين " .
امّا الآخرون، وما أدراك ما " الآخرون " .. فتجدهم يملكون الفضاء بصراخهم وصيحاتهم مع مصاحبة " الزوامير " التي لا تتوقف رغم الإشارات المرورية ذات اللون" الاحمر ".
وعادة ما انظر إلى " المشهَد " غير الجميل بالطبع واتسال " وبراءة الاطفال في عينيّ : اين يذهب كل هؤلاء في ساعات المساء والى ما بعد منتصف الليل؟
فلا وظائف تنتظرهم ولا واجبات يريدون إنجازها..
نفس السيارات ونفس السائقين ، رجال ونساء ، يروحون ويجيئون ويتشاجرون ويتعاملون على " صفّة سيارة ".. واكيد اعرفهم لكثرة ما رأيتهم.
الا يوجد لهؤلاء عائلات وأبناء و" بيوت " ياوون اليها ؟
ومتى تنتهي فترة " اللهاث " وراء لقمة الخبز كما يقولون ؟

السلع طارت اسعارها ، وأتحدى وجود سلعة لم تطلها الارتفاعات
ومع ذلك .. تجري الكائنات " جري الوحوش "..
وبين ألف سنة والاخرى ، تطرق راسي فكرة متى يرتاح " البني ادم " ؟

ومنذ قديم الزمان وهم يقولون لنا :
* "رح ترتاح بس .. تكبر
* رح ترتاح بعد .. التوجيهي
* رح ترتاح بعد .. الجامعه
* رح ترتاح بس.. تشتغل
* رح ترتاح بس.. تتزوج
* رح ترتاح بس.. تجيب اولاد
* رح ترتاح بس.. يكبروا اولادك
* رح ترتاح بس... يشتغلوا اولادك.. ويتزوجوا
رح ترتاح بس .....
...
للفقيد الرحمة !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :