ذكريات قي بيت " فحيصي " بقلم : طلعت شناعة




كنتُ أسمع أن « دلق القهوة .. خير». وكنتُ أعتقد مثل كثيرين ان ذلك من «باب التفاؤل». مع ان تجاربي السابقة ما كانت كذلك. فقد كانت تحدث " حرب عائلية» عندما « تنسكب كاسة شاي في البيت». وكان أبي «يتربّص» بمن يفعل ذلك من اولاده ويعاقبه اشد العقاب.
لكن ما حدث قبل سنوات.. ، عام 2017 ، جعلني أتأكد ان « دلق القهوة ليس خيرا فقط ،
بل خيرات».
وكما ان للسّفر « خمس فوائد» كما يقول الامام الشافعي، فإن لدلق القهوة العديد من الفوائد.
فقد حدث ان كنا في مقهى ب " مهرجان الفحيص»، وجاء أحدهم ،وهو مهمّ وستعلمون ذلك لاحقا،وحرّك « الطاولة» فانسكب فنجان قهوتي على قميصي الابيض وبنطالي الجينز الكاحت. وكنتُ بصدد «تقديم المطربة ميّادة الحنّاوي» في المهرجان.
شعر الرجلُ بالحرج وهو أصلا كائن « رقيق ومهذّب»،وأقسَم … بما يُقسم به الرّجلُ الشريف أن يعوّضني خيرا من «قميصي وبنطالي».
طبعا،خجلتُ منه،وبالغتُ في « تواضعي ورفضي لأي تعويض». فهو «صديق» ولم يقصد ما فعل. لكنه قدَري» وكيف أهرب منه!
سحبنا « نفسيْن «أرجيلة ،وسكبتُ ماء على المكان الذي تناثرت عليه القهوة.
لكن الرّجل، أصرّ والحّ ،الحاحا. وقادني «مخفورا» بسيارته الى منزله.
وهناك،فتح لي دولاب ملابسه،وأخذ يرمي عليّ ما يناسبني. ولحسن حظّي،أن «مقاس» الرّجل هو نفس مقاس ملابسي.
.. ارزااااق

خجلتُ منه مرة ثانية. وشعر بذلك،فاخذ يحدثني عن بيته والجبال المحيطة به. واشار الى منطقة « الغور» و " جبال فلسطين» المختفية خلف سُحب الضباب.
انتهينا من كل شيء،وعدنا الى عملنا،ولم يعرفني حتى أهلي المتواجدين في المهرجان،لانهم كانوا قد رأوني بملابس غير التي ظهرتُ فيها على «المسرح».
عندها ،أدركتُ ان دلق القهوة مثل الاسفار لها «خمس فوائد»:

« تَفَرّيجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ «مَاجِد».
وانا كسبتُ صحبة « ماجد مخامرة».. وأي» ماجد» ..!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :