التطوع قيمة إنسانية جليلة تزيد قيمتها ويعلو شأنها حين تتحول إلى عمل ملموس يمسح دمعة المحزون ويواسي قلب المجروح ويساهم في نظافة المدن والحدائق وتقديم التوجيه والإرشاد والتدريب والتعليم في مجالات متعددة يكون المجتمع بحاجة لها وغير قادر على القيام فيها ، فالتطوع يرتبط ارتباطا وثيقاَ بكل معاني الخير والعمل الصالح باعتباره ممارسة إنسانية تلتزم بالأخلاق الحسنة وعمل الخير والمحبة وإقامة المجتمع على أسس من التضامن والتكافل والتعاون وتقديم المعونات والخدمات بدافع انساني اجتماعي يقوي ويعزز الروابط بين أبناء المجتمع.
وفي الأردن نفتخر بما يشارك به الشباب في الاعمال التطوعية في مختلف أماكن تواجدهم منطلقين من هذا العمل من محبتهم لمدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم والمراكز والجمعيات والمؤسسات الخيرية التي ينتسبون لها ، نفتخر بشباب الوطن الذين يجسدون مشاعر الانتماء للمجتمع منطلقين من أهمية مشاركتهم وتوظيف قدراتهم لتقديم خدماتهم وخبراتهم لمواجهة التحديات التي تواجه الأفراد في المجتمعات والقرى النائية وخاصة التي لا تتوفر لديها الموارد والإمكانات البشرية أو المادية لتقديم هذه الخدمات التطوعية (المجانية) لهم، فالتطوع يتم من خلال التفاعل الميداني مع هذه المجتمعات ، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يمنح المشاركين وخاصة من هم من فئة الشباب فرصة مهمة للتعرف على المجتمع بمختلف ثقافاته وبيئاته وهذا يمنحه الفرصة والخبرة للتعامل مع أفراد من خلفيات ومستويات مختلفة من شرائح المجتمع وتعلم مهارات حياتية كثيرة كتنظيم الوقت وإدارة الفريق والتعاطف والرغبة في تقديم المساعدة والعون، وكل هذه المهارات الحياتية تعزز الصفات الإيجابية لدى المتطوعين والمتطوعات وتدعم نقاط القوة في شخصيتهم وتشعرهم أنهم جزء من المنظومة المجتمعية وتمنحهم السعادة والسرور كونها تشعرهم بأنهم أفراد منتجين وفعالين ومنتمين للوطن والمجتمع بمختلف تجمعاته .
كل التحية والتقدير لشباب وشابات الوطن الذين نفتخر بتفانيهم ومحبتهم للعمل التطوعي في مجالات التنمية والتقدم والانجاز والعطاء كافة، وهي دعوة للمؤسسات والجمعيات والمراكز الخيرية والمدارس والجامعات لإعداد برامج تطوعية مستمرة لاستثمار طاقات الشباب وخبراتهم واشغال وقت فراغهم للمشاركة في العمل التطوعي.