العنف الجامعي .. أين غاب صوت الأسرة؟ بقلم: لين حسين الخزاعي


لا يختلف اثنان على أهمية دور الأسرة في تربية الأبناء وتنشئتهم ومتابعتهم وتوجيههم المستمر طوال حياتهم. فالتنشئة الاجتماعية لا تقتصر على مرحلة الطفولة أو المدرسة، ولا تنتهي عندما يتقدم الأبناء في العمر، خصوصًا عند انتقالهم من المرحلة الثانوية إلى المعاهد أو الجامعات أو ميادين العمل والزواج. إنّ غياب هذا الدور في المراحل المتقدمة من حياة الأبناء يفتح الباب أمام أخطاءٍ وسلوكياتٍ غير مسؤولة، قد تلحق الضرر بأنفسهم وبمن حولهم.
وعندما نسمع عن العنف الجامعي، وعندما يتحول هذا العنف من حالاتٍ فردية إلى مجموعاتٍ تمارس الفوضى والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة، يتبادر إلى ذهني سؤال ملحّ: أين دور الأسرة؟
أين الأهل من أبنائهم الذين يشاركون في هذه الأحداث المؤسفة، فيتسببون بالأذى والضرر للآخرين، وبالحسرة لأهلهم نتيجة العقوبات التي سوف تطال أبناءهم؟
أتذكر تجربتي الشخصية عندما كنت طالبة جامعية مع إخوتي. لم نغضب يومًا من متابعة والدينا لنا، بل كنا نرى في حرصهما علينا حبًا وخوفًا صادقًا.
كان والدانا يعرفان أصدقاءنا وصديقاتنا في الجامعة، ويحرصون على أن نلتزم بالدراسة، وحضور المحاضرات، والقيام بالواجبات، والابتعاد عن أيّ تصرفٍ مخالفٍ للأنظمة الجامعية.
كانوا يتابعوننا في كل التفاصيل الصغيرة: مواعيد المحاضرات، نتائج الامتحانات ، النشاطات التطوعية، وحتى أوقات الدخول والخروج من الجامعة.
علّمونا أن نحترم المكان الذي نتعلم فيه، وأن نجل ونقدر اساتذتنا والكادر الإداري في الجامعة، ونستثمر وقتنا بما ينفعنا. لذلك، لم نشارك يومًا في فوضى أو شغب، ولم نكن متفرجين أو مصورين لما يحدث من مشاجرات، بل كنا نعيش حياتنا الجامعية بأجمل صورها، بعيدا عن هذه المنغصات ، ونحمل معها ذكرياتٍ لا تُنسى، واجمل الذكريات عندما كانت الام تنتظر لحظات خروجنا من الامتحانات ونبشرها بان الامور جيدة فيطمأن قلبها ويتكرر دعائها لنا بالنجاح والتوفيق ، لم نكن نفكر ولو للحظات ان الوالدين والاخوة يطلبون من التعب والسهر والمثابرة لنرتاح في الوقت الحاضر ونبني خطوات التقدم نحو المستقبل ، هذا ما لمسنا بعد ان تخرجنا من الجامعات .
اليوم، ونحن نرى ما يجري من أحداث عنفٍ وشغبٍ في بعض الجامعات، يتجدد السؤال: أين دور الأهل في التوجيه والمتابعة والإرشاد؟
صدقوني، أبناؤكم وبناتكم في الجامعة في أمسّ الحاجة إلى نصائحكم واهتمامكم، مهما اعتبروا ذلك تدخّلًا في حياتهم الخاصة. لا تتركوهم دون متابعة، فالعلاقة بين الأهل والأبناء ليست مجرد نفقاتٍ ومصاريف ورسومٍ جامعية، بل علاقة مسؤوليةٍ متبادلةٍ وحرصٍ على النجاح والمستقبل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :