افيخاي أدرعي، " هسبارانا وهسباراهم" بقلم : ايمن الحنيطي
واخيراً سيختفي أدرعي، في مشهد يُجسّد تحوّلات العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، استقال أفيخاي أدرعي، الناطق العسكري باللغة العربية لجيش الاحتلال ، هذه الاستقالة هزّت المشهد الإعلامي كما هزّة عمليّة عسكريّة. استقالة أدرعي والتي تراجع عنها سريعاً، ليست تغييرًا وظيفيًا عاديًا، بل هي نهاية حقبة في حرب "الهسباراه" (ومعناها الدعاية، وهو مصطلح عبري ) بين الاسرائيليين والعرب.
أدرعي، صاحب الأصول العراقية والتركية والمغربية ، الجندي في الوحدة ٨٢٠٠، الضابط الإسرائيلي ذو الوجه الودود والعربية الفصيحة، والمعرفة العميقة في الثقافة والمجتمعات العربية والإسلامية، لم يكن مجرد ناطق عسكري تقليدي منذ العام ٢٠٠٥ . لقد كان سلاحًا استراتيجيًا متطورًا في ترسانة "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" كما يدعي وكما كان يُصوّر نفسه قبل ان تعريه تماماً الحرب على غزة خلال العامين الماضيين . من خلال شاشته الصغيرة، اخترق أدرعي الملايين من البيوت العربية، محوّلًا الصراع الدامي إلى حوار مباشر، والصور المرعبة إلى خطاب عقلاني مبرّر. بطل "الهسباراه" الإسرائيلية الناعمة، التي ترفع شعار "الحق الإسرائيلي" مغلفًا بلغة الضحية المستهدفة.
هنا تكمن المفارقة الجوهرية عند المقارنة مع "الهسباراه" العربية. " الهسباراه" الإسرائيلية مؤسسة، ممنهجة، تعمل كخليّة نحل: جيش، وزارة خارجية، مؤسسات أكاديمية ومراكز أبحاث، جميعهم يعزفون على نغمة واحدة. تقرأ تقارير "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و"هآرتس" فترى اختلافًا في الدرجة لا في النوع. خطابهم موحّد الهدف، متعدد الأدوات.
بالمقابل، تجد "الهسباراه" العربية مشتتة، ردّية الفعل، تائهة بين خطاب رسمي جامد وخطابات شعبوية صاخبة. نحن نواجه آلة دعاية متماسكة بخطاب موحّد، بآلية أدرعي المتقنة، بخطابنا المشتت والمتعدد. نتفاعل مع استقالته كحدث إعلامي، بينما تستمر الآلة في عملها، جاهزة لاستقبال أدرعي جديد، ربما بأسلوب أكثر حداثة وأكثر قدرة على اختراق العقل والقلب العربي.
استقالة أدرعي ليست نهاية اللعبة، بل هي مجرد فصل من فصول حرب "الهسباراه" الطويلة. وهي تذكير مرير بأن المعركة لم تعد بالصواريخ فقط، بل وبالكاميرات أيضًا، وأن الهزيمة في حرب الصورة قد تكون أقسى من الهزيمة في الميدان، عاجلا أم اجلاً سيختفي أدرعي الان او بعد غد، لكن ستتولى المهمة بعده " كابتن إيلاه" التي دربها أدرعي على يده خلال السنوات الماضية، ألم اقل لكم ان عملهم ممنهج ومؤسسي ؟!
لكن، لماذا عاد افيخاي أدرعي سريعاً؟ افيخاي سلاح استراتيجي اليوم بالنسبة للإسرائيليين،نتنياهو الذي هاجم السفراء الاسرائيليين مؤخراً ووصفهم انهم من القرن ال١٩ ،يعيد بناء جهاز "الهسباراه" الاسرائيلي بالاعتماد على المؤثرين جماعة التيك توك والإنستغرام واكس بدمجهم مع السردية، أدرعي كنز له
أدرعي، صاحب الأصول العراقية والتركية والمغربية ، الجندي في الوحدة ٨٢٠٠، الضابط الإسرائيلي ذو الوجه الودود والعربية الفصيحة، والمعرفة العميقة في الثقافة والمجتمعات العربية والإسلامية، لم يكن مجرد ناطق عسكري تقليدي منذ العام ٢٠٠٥ . لقد كان سلاحًا استراتيجيًا متطورًا في ترسانة "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" كما يدعي وكما كان يُصوّر نفسه قبل ان تعريه تماماً الحرب على غزة خلال العامين الماضيين . من خلال شاشته الصغيرة، اخترق أدرعي الملايين من البيوت العربية، محوّلًا الصراع الدامي إلى حوار مباشر، والصور المرعبة إلى خطاب عقلاني مبرّر. بطل "الهسباراه" الإسرائيلية الناعمة، التي ترفع شعار "الحق الإسرائيلي" مغلفًا بلغة الضحية المستهدفة.
هنا تكمن المفارقة الجوهرية عند المقارنة مع "الهسباراه" العربية. " الهسباراه" الإسرائيلية مؤسسة، ممنهجة، تعمل كخليّة نحل: جيش، وزارة خارجية، مؤسسات أكاديمية ومراكز أبحاث، جميعهم يعزفون على نغمة واحدة. تقرأ تقارير "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و"هآرتس" فترى اختلافًا في الدرجة لا في النوع. خطابهم موحّد الهدف، متعدد الأدوات.
بالمقابل، تجد "الهسباراه" العربية مشتتة، ردّية الفعل، تائهة بين خطاب رسمي جامد وخطابات شعبوية صاخبة. نحن نواجه آلة دعاية متماسكة بخطاب موحّد، بآلية أدرعي المتقنة، بخطابنا المشتت والمتعدد. نتفاعل مع استقالته كحدث إعلامي، بينما تستمر الآلة في عملها، جاهزة لاستقبال أدرعي جديد، ربما بأسلوب أكثر حداثة وأكثر قدرة على اختراق العقل والقلب العربي.
استقالة أدرعي ليست نهاية اللعبة، بل هي مجرد فصل من فصول حرب "الهسباراه" الطويلة. وهي تذكير مرير بأن المعركة لم تعد بالصواريخ فقط، بل وبالكاميرات أيضًا، وأن الهزيمة في حرب الصورة قد تكون أقسى من الهزيمة في الميدان، عاجلا أم اجلاً سيختفي أدرعي الان او بعد غد، لكن ستتولى المهمة بعده " كابتن إيلاه" التي دربها أدرعي على يده خلال السنوات الماضية، ألم اقل لكم ان عملهم ممنهج ومؤسسي ؟!
لكن، لماذا عاد افيخاي أدرعي سريعاً؟ افيخاي سلاح استراتيجي اليوم بالنسبة للإسرائيليين،نتنياهو الذي هاجم السفراء الاسرائيليين مؤخراً ووصفهم انهم من القرن ال١٩ ،يعيد بناء جهاز "الهسباراه" الاسرائيلي بالاعتماد على المؤثرين جماعة التيك توك والإنستغرام واكس بدمجهم مع السردية، أدرعي كنز له
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
الرد على تعليق