البادية الشمالية: حفر امتصاصية متهالكة مصيدة للأطفال


عمانيات - فيما لا يجد سكان البادية الشمالية بمحافظة المفرق، إلا الحفر الامتصاصية للتخلص من المياه العادمة والرمادية الخارجة من منازلهم، لغياب شبكة الصرف الصحي عن البادية، إلا أن سقوف الكثير من هذه الحفر المتهالكة بسبب قدمها، أصبحت تشكل مصائد للأطفال، سيما وأن وفاة ثلاثة أطفال غرقا في حفرة امتصاصية سقفها متهاو في بلدة أم السراب الشهر الماضي خير دليل على ذلك.

ومما يزيد المشهد قتامة أن الحفر الامتصاصية في البادية تقام دون أي رقابة، ولا توجد شروط لإقامتها ضمن ترخيص البلديات، بحكم المساحات الشاسعة في البادية، وفقا عضو مجلس مركزي محافظة المفرق نضال الخالدي.

ويؤكد الخالدي، أنه بالرغم من أن الحفر الامتصاصية تشكل خطرا على السكان والأطفال خاصة، إلا أن خطرها أيضا على حوض منطقة الزعتري المائي، مشيرا إلى أن هناك مخاوف من أن تصبح العديد من آبار حوض الزعتري غير صالحة للاستهلاك البشري.

وأكد أن خطورة الحفر الامتصاصية زادت مع اللجوء السوري، حيث انتشر العمران العشوائي وبجانب كل منزل بني بشكل عشوائي حفرة امتصاصية.

واضاف أن هناك حفرا امتصاصية تم بناؤها بمواصفات غير آمنة، مشيرا إلى أنها غالبا ما تكون عبارة عن حفرة تغطى بأغطية غير محكمة، بألواح من الزينكو الخفيف، والتي لا يمكن استخدامها لفترات طويلة.

وقال إن هذه السقوف والأغطية القديمة أصبحت آيلة للسقوط، وتفوح منها الروائح الكريهة، علاوة على تسببها بانتشار الأمراض والأوبئة.

وحذر الخالدي من خطورة انتشار الحفر الامتصاصية القديمة، ومدى تأثيرها على الحوض المائي غير المتجدد في منطقة الزعتري، والذي يغذي ثلاث محافظات هي المفرق وإربد وجرش، مشيرا إلى أن هذا الحوض يضم 26 بئرا لمياه الشرب.

وأضاف أن دراسات أجريت مؤخرا واطلع عليها، تشير إلى هناك نتائج حرجة جداً بالنسبة لهذه الآبار، وهناك مخاوف من أن تصبح غير صالحة للشرب.

ويوجد العشرات من الحفر الامتصاصية في عدة مناطق في قرى وبلدات البادية الشمالية أسقفها متهالكة وآيلة للسقوط، أضحت تشكل خطرا حقيقيا على حياة السكان، سيما وأنها منتشرة بشكل ملحوظ في الأماكن السكنية وبجانب المنازل والطرقات.

وقال رئيس بلدية الأمير حسين بن عبدالله وصفي الشرعة، إن الحفر الامتصاصية أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على السكان، وتسببت بحوادث مفجعة كان آخرها حادث سقوط راح ضحيته ثلاثة أطفال (7 سنوات، و5، و4)، بحفرة امتصاصية في بلدة أم السراب، أثناء لهوهم في محيط الحفرة والتي تعرض سقفها للانهيار.

ولفت إلى أن اعتماد منازل البادية الشمالية بشكل كلي على الحفر الامتصاصية، يعود الى عدم توفر شبكات صرف صحي تحتاج إلى تمويل بملايين الدنانير.

ونوه الشرعة أن الخطر يكمن في وجود أعداد كبيرة من الحفر الامتصاصية القديمة الآيلة للسقوط، في قرى
وبلدات البادية الشمالية والتي ترتبط بالمنازل القديمة.

وطالب السكان بضرورة التأكد من مدى صلاحية الحفر الامتصاصية القريبة من منازلهم، ومنع اقتراب الأطفال والسكان منها، وضرورة إعادة تأهيل الحفر الآيلة سقوقها للسقوط والمتهاوية كي لا تتكرر الحوادث المفجعة.

وأكد الشرعة أن البلدية تقوم بالكشف الميداني على الحفر الامتصاصية بالقرب من البيوت وذلك ضمن مسؤوليتها البيئية والاجتماعية، بيد أنه أشار إلى عدم تمكن العاملين غالباً الاطلاع على التفاصيل بشكل جيد، مضيفا أن هناك حفرا يحفرها السكان داخل أراضيهم الخاصة والتي تكون داخل حرم البيوت المحاطة بالأسوار.

ومن جهته قال رئيس بلدية الزعتري والمنشية محمد عودة الخالدي إن بجانب كل بيت في البادية الشمالية حفرة امتصاصية لاستيعاب المياه العادمة، لكنه أشار إلى وجود حفر امتصاصية قديمة آيلة للسقوط واسقفها متهاوية، تشكل خطرا حقيقيا على السكان، وهي بحاجة الى اعادة تأهيل او ردمها وإعادة بناء حفر بديلة مسقوفة بشكل جيد ضمن شروط السلامة العامة.

وأكد مواطنون أن الأوضاع المادية لعدد كبير من سكان البادية الشمالية، تمنعهم من إعادة تأهيل الحفر الامتصاصية الآيلة للسقوط ما يشكل خطرا كبيرا على أطفالهم وتجعلها مصيدة للأطفال، وسكان الأحياء التي تنتشر فيها هذه الحفر الامتصاصية الآيلة للسقوط.

من جانبه قال محافظ المفرق ياسر العدوان، إنهم يواجهون مشكلة الحفر الامتصاصية التي تتبع للمنازل القديمة، والتي رخصت سابقا بتراخيص عشوائية، او التراخيص القائمة والتي تمت بموجب مخطط كروكي.

وأكد العدوان انه تم توجيه الحكام الاداريين، بالتعاون مع رؤساء البلديات والمراكز الأمنية، بالكشف على المنازل والتأكد من الحفر الامتصاصية التي تتبع لها، وتنبيه المواطنين بضرورة صيانتها وإعادة تأهيلها.

ولفت العدوان أن أي مواطن يوجد لديه حفرة امتصاصية بحاجة الى صيانة واعادة تأهيل وتشكل خطرا على حياة السكان، يتم استدعاؤه لعمل الصيانة اللازمة، وخلافا لذلك يتحمل كامل المسؤولية الإدارية والقانونية.

الغد




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد