الزعبي يؤكد تطوير العقلية والنهج بالتعليم العالي ضرورة


عمانيات - دعا أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الدكتور عبدالله يوسف الزعبي الى تطوير العقلية والنهج في إدارة التعليم العالي في الأردن عبر استيعاب التطورات التكنولوجية وملاءمتها مع طبيعة الدولة واحتياجاتها، واستحداث آليات جديدة لتعزيز البرامج الأكاديمية عبر تصميم وتفعيل إطار وطني للمؤهلات.
وأكد الزعبي أهمية ملاحظة وتقييم مخرجات التعلم ومتابعة أدائها باستمرار، وتصميم إطار تنمية الباحثين، إضافة الى اعتماد خطة استراتيجية واحدة للدولة تعتمد على العلم والتكنولوجيا والبحث العلمي، تنبثق عنها كافة الاستراتيجيات للوزارات والجامعات والمؤسسات، مع ضرورة إنشاء هيكلية لإدارة تلك الاستراتيجية ترتبط برأس الدولة.
وأشار الزعبي في محاضرة استضافه فيها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية حول "الثورة الصناعية الرابعة ومستقبل التعليم العالي في الأردن"، إلى مفهوم الثورة الصناعية الرابعة ومحركاتها وعناصرها التكنولوجية وخصائصها وأثرها على الاقتصاد والتعليم العالي والجامعات بصورة أساسية، موضحا أن عناصر الثورة الصناعية الرابعة تشكل اندماجاً للعوامل الفيزيائية والرقمية والبيولوجية وتعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة والطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات بدون طيار والطاقة المتجددة. وتطرق الى نبذة تاريخية عن الثورات الصناعية المتتالية وأثرها على الإنسان والدول وتداعياتها في تشكيل الحياة البشرية التي أخذت نمطاً جديداً في كل مناحي العيش، وتزامن الثورات الصناعية في ظل التزايد المطرد في عدد سكان الأرض الذي يبلغ حالياً 25ر7 مليار نسمة، وأثر ذلك على تناقص الموارد واستنزافها، وتحول الصراع بين الدول والأمم ليصبح صراعاً تكنولوجياً واقتصادياً. ولفت الى تغير مفهوم التعليم في عصر النهضة وبعد الثورة الصناعية الأولى ليصبح التركيز أكثر على تنمية الطلبة وتزويدهم بمهارات التعلم الأساسية ليصبح مسؤولية أساسية للدولة بعد أن كان تعليما غير رسمي، تبعه تأسيس الجامعات واختراع المطابع حيث تطورت أساليب التدريس ومفهوم التعليم العالي الرسمي الذي ركز على العملية الأكاديمية وتطوير الأبحاث لإدارة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بدلاً من التركيز على الجوانب الدينية في الكلاسيكيات اليونانية واللاتينية. وأضاف، ان تكنولوجيا الألفية الجديدة، أثرت على كل جوانب الحياة، وأتاحت الوصول إلى التعليم، وغيرت طرائق التعلم التقليدي في قاعة المحاضرات عبر دمج أدوات وتقنيات جديدة، ودخل العالم مرحلة التعليم الثالثة ليقف اليوم على أعتاب تغيير جديد حيث يريد المتعلم أن يكون في مركز النظام البيئي المستقبلي في التعليم والذي يهدف إلى تمكين المتعلمين من بناء مسارات التعلم الخاصة بهم ويمنحهم حرية التطلع إلى النهج وتحقيق الأهداف الشخصية عن طريق الابتكار في أساليب التدريس ومتطلبات تحسين تجربة التعليم العالي المدعوم بالتكنولوجيا.
بدوره قدم مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور موسى شتيوى في مداخلته تعريفا مقتضبا حول السيرة الذاتية للمحاضر الحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والالكترونية عام 1987، وعضو في معهد المهندسين الكهربائيين والالكترونيين العالمي، ونائب رئيس الرابطة الدولية للهندسة الالكترونية ومؤسس للرابطة الدولية للتعليم الالكتروني، وعضو الجمعية الدولية للتعلم عبر الهاتف النقال والمحرر المشارك للمجلة الدولية لتقنيات التعلم.
وقال شتيوي إن الثورة الصناعية الرابعة أصبحت حقيقة واقعة على المستوى الدولي، وبدأت تغير من وجهة الاقتصاد وسوق العمل في العديد من الدول، وأصبحت قوة حاسمة في الاقتصاد والتنمية الاجتماعية، مشيرا إلى أنها ستحدث تغيرات لا رجعة فيها وغير قابلة للتوقف على المستوى الاجتماعي والبيئي والعملي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد