معيقات تواجه 90 % من الإعلاميات الأردنيات


عمانيات - غابت الصحفیات ”بدرجة كبیرة“ عن المناصب القیادیة ومواقع القرار التحریري
والإداري، التي یھیمن الرجال علیھا، كما أنھن واجھن أشكالا من التمییز على أسس جندریة، أدت
لتحجیم حضورھن عددیا ودورھن نوعیا كإعلامیات، وإلى الحد من فرص تقدمھن وتطورھن في
المھنة، وذلك بحسب دراسة متخصصة.
وقالت الدراسة، التي أطلقتھا أمس منظمة دعم الإعلام الدولي بالتعاون مع اللجنة الوطنیة الأردنیة
لشؤون المرأة، وحملت عنوان دراسة ”تقییم واقع عمل الصحفیات في مؤسسات الإعلام الأردنیة“،
انھ لم تتجاوز نسبة الصحفیات في وسائل الإعلام (23 ،(%حیث یقدر مجموع الإعلامیین
والإعلامیات بعضویة نقابة الصحفیین وغیر عضویة النقابة بـ 1873 ،منھم 444 إعلامیة، وبما
نسبتھ 23 ٪تقریبا من المجتمع الإعلامي.
ویبلغ مجموع الأعضاء والعضوات في النقابة 1229 ،منھم 260 صحفیة، وبنسبة 21 ٪تقریبا،
وفقا للنقابة للعام 2017 ،في حین یبلغ مجموع غیر الأعضاء والعضوات 643 ،منھم 184
إعلامیة وبما نسبتھ 28 ،٪بحسب مركز حمایة وحریة الصحفیین لعام 2018.
وتتمثل أبرز ھذه المعیقات في التمییز ضدھن في العمل من حیث الفرص والامتیازات، وتقدیر
الأداء والإنجاز معنویا ومالیا، ما یساھم في إعاقة تطور الإعلامیات في المھنة والوظیفة وھیمنة
الشعور بالإحباط نتیجة عدم رضاھن عن واقعھن كنساء في العمل، كما ظھر في إجابات 90%
من المشاركات في استبیان الدراسة.
وأظھرت الدراسة عدم مراعاة مؤسسات إعلامیة لاحتیاجات الاعلامیات كنساء بالعمل بفرضھا
ساعات دوام ومھام لا تناسب ظروفھن الاجتماعیة، وعدم توفیر حضانات لأطفالھن. وبذلك لا
تساھم المؤسسة بدعمھن لمواجھة مواقف داخل أسرھن ومجتمعاتھن تقید وتعیق أو لا تشجع عملھن
كإعلامیات، كما ھو حال 40 %من المشاركات في الدراسة.
وكشف التقییم عن ارتفاع معدلات التحرش الجنسي بھن، لفظیا، وجسدیا، وبما یطال (45(%
منھن، سواء من قبل زملاء ورؤساء العمل، أو خلال عملھن في المیدان، أو من قبل مصادر
المعلومات. وھو ما قد یؤثر على استمرارھن في المھنة.
وتستند منھجیة التقییم على مؤشرات مساواة النوع الاجتماعي بوسائل الإعلام: معاییر ”الفئة أ
إجراءات تعزیز مساواة النوع الاجتماعي في المؤسسات الإعلامیة“، التي حددتھا منظمة الأمم
المتحدة للتربیة والثقافة والعلم (یونسكو).
واعتمدت أسالیب البحث على جمع معلومات عن عینة المؤسسات الإعلامیة المستھدفة فیما یتعلق
بأعداد النساء الإعلامیات العاملات فیھا وأنظمة المؤسسات التي تؤثر على عملھا، وأعداد الطالبات
في كلیات الإعلام والعضوات في نقابة الصحفیین.
وتضمن البحث إجراء استبیان استھدف 53 إعلامیة عاملة أو متدربة بمؤسسات إعلامیة أردنیة
لبحث ظروف عملھن من منظور النوع الاجتماعي. یمثلن العدد الاجمالي من الإعلامیات. إضافة
إلى إجراء 10 مقابلات نوعیة مع رؤساء تحریر أو مدراء مؤسسات إعلامیة، وخبراء في مجال
الإعلام والنوع الاجتماعي.
ودعت معدة الدراسة سوسن زایدة خلال الورشة الى تحفیز المؤسسات الإعلامیة على تطویر
سیاسات وأنظمة إداریة تساھم في تعزیز التوازن الجندري بین العاملین فیھا على كافة المستویات،
بما فیھا المواقع القیادیة.
وأكدت ضرورة تبني أنظمة مؤسساتیة تمنع التمییز الجندري في العمل ضد الإعلامیات وأنظمة

وآلیات لحمایة الإعلامیات من التحرش ومحاسبة مرتكبیھ.
وطالبت بإنشاء حضانات للأطفال في المؤسسات الإعلامیة والتي تضم أطفال الإعلامیین ولیس
فقط الإعلامیات. فذلك یساھم بدعم التطور المھني للإعلامیات وبإشراك الآباء في رعایة أطفالھم
من دون التأثیر على أدائھم المھني.

الغد




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد