عسل وخبز " مقحمِش " بقلم : طلعت شناعة.



استغرب كيف يمكن للكائن الحيّ ان يمضي نهاره دون أن يتناول " افطاره " ولو بالحد الأدنى للكلمة.
كما أخبرني صديقي سميح الذي اعتاد منذ سنوات ، ان يبدأ صباحه بالتهام عدة فناجين قهوة مُرّة ، يتخللها عدة سجائر .. كل ذلك ( على الرّيق ) .
وما ان ينتصف النهار حتى تظهر عليه اثار التعب والمغص ورعشة اليدين .. وعندما تسأله : شكلك معطوب ..؟
وبالطبع لا يعرف السبب.
وعندما استفسرتُ عن " سيرته اليومية .. كيف يبدأ صباحه .. أشار إلى السجائر والقهوة والكثير من متابعة الأخبار التي " تسمّ البدَن ".
ومثل صديقي ، الكثير من الرجال وألنساء وربما الأطفال.. ممن لم يعتادوا على تناول " أفطارهم " اليومي ولو كان الافطار مجرد " خبزة وزيت وزعتر ".
ربما كنتُ ( آخر ) من يتقن تقديم النصيحة للاخرين ومنهم أصدقائي.. لكنني وعن نفسي أتحدث ومنذ وعيتُ على هذه الدنيا.. لا اذكر أنني خرجتُ من بيتي للعمل دون أن اتناول " فطوري " .. وبالطبع لا اعني انني أتناول " الكورواسون " .. لكن على الأقل لا بد من " شيء " يعينني على الحركة وبخاصة وانا مُعرّض لكثير من فناجين القهوة خلال النهار..
ربما هي " عادة " و" تعوّد " منذ الصّغر .. غقد اعتادت امّي رحمها الله ان تهيىء لنا كل صباح " الخبز المغمس بالزيت والزعتر " بعد ان " تُخرجه من الفرن " فتفوح رائحته محرّشة بطوننا على الاكل..
هذا قبل أن نعتاد على القهوة الصباحية.. مع قطعة شوكولاتة او اي شيء حلو.
قرأت مرة ان الكاتب توفيق الحكيم كان يذهب ألى جريدة " الأهرام " مثل العديد من كبار الكُتّاب والمفكرين .. وكان " الاستاذ هيكل " وقتها رئيسا لتحرير الاهرام قد منح هؤلاء الادباء " مكاتب " ليلتقوا اصدقاءهم ومحبيهم والصحفيين .. وكان في المكان " كافتيريا " لخدمتهم ..
وكان توفيق الحكيم قد اعتاد وهو في سنّ متأخرة ان يذهب للكافتريا و " يحمّص " رغيفا من الخبز ثم يضع عليه قليلا من الزبدة والعسل.. قبل أن يحتسي القهوة.
ونصيحتي ، وزمان كانت النصيحة ب " جمَل " ولا أدري الآن كم صارت ..
ان يعوّد الناس أنفسهم على بدء يومهم بتناول " ملعقة عسل " وان يضعوا على " الغاز " قطعة خبز ويتأملوها وهي " تقحمش " على نار هادئة.
فسوف يحفّزهم المنظر على " قرمشة " الخبزة .. هذا اذا لم يكن هناك وقت لتناول الافطار بشكل طبيعي.
( ما اظن في بيت بالاردن ما في زيت وزعتر وخبز.. )
وصحتين وعافية ..
.. الشيف : شناعة .!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :