اللوبي الصهيوني يرفض ضم الضفة الغربية! بقلم : عوض الصقر


اللوبي الصهيوني في أمريكا يضغط لرفض ضم الضفة الغربية!



في خطوة تاريخية غير مسبوقة، سمح اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة (AIPAC)، لأعضاء الكونغرس، الشيوخ والنواب، بالاعتراض على المخطط الإسرائيلي لضم مناطق الغور الغربي في الضفة الغربية وشمال البحر الميت.
وتعد الآيباك أقوى جماعات الضغط اليهودي ولها تأثير واسع على الإدارة الأمريكية والكونغرس.
وفي هذا السياق تناولت الصحافة الإسرائيلية، باهتمام بالغ، حديث جلالة الملك عبد الله الثاني، لصحيفة ديرشبيغل الألمانية الذي حذر فيه بأن إقدام نتنياهو على تنفيذ عملية الضم سيؤدي لصدام كبير مع الأردن.
وتساءلت صحيفة معاريف عما إذا كان تنفيذ إسرائيل لهذه الخطوة سيؤدي إلى إلغاء معاهدة السلام بين الجانبين لافتة إلى إشارة جلالة الملك «بأننا ندرس كل الإمكانيات».
أما صحيفة هآرتس فقد أشارت الى تأكيد جلالة الملك بأن العلاقة مع إسرائيل في اسوأ حالاتها خاصة بعد رفض تجديد اتفاقية تأجير أراضي الغمر والباقورة لإسرائيل.
ورأت الصحيفة أن تصريحات الملك، تذكر نتنياهو بأنه سيدفع الثمن ويتحمل النتائج في حال قيامه بضم الغور الغربي وشمال البحر الميت التي تشكل نحو 30بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وهو يسعى لتحقيق مقولة الوطن البديل من خلال تفريغ الضفة الغربية من أهلها الشرعيين وترحيلهم إلى الأردن لإقامة دولتهم فيه بحسب مزاعمه الباطلة.
وبحسب وسائل الإعلام والصحافة العالمية فإن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على إسرائيل في حالة تنفيذها لعملية الضم التي تتعارض مع القانون الدولي وتعرض عملية السلام للخطر إضافة إلى أنها ستقضي على مبادرات حل الدولتين وعلى أي تسوية ممكنة للصراع كما أنها ستزيد من وتيرة العنف والتوتر في المنطقة..
إسرائيل تسعى جاهدة لابتلاع أراضي الضفة الغربية بالتدريج فبعد أن أقامت مئات البؤر الاستيطانية في أرجاء الضفة لكن العرب لا زالوا يتحدثون عن مبادرة السلام العربية التي طرحت قبل نحو عشرين عاما وتركز على حل الدولتين الذي يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، وأما الإدارة الأمريكية فهي تتبنى الرؤيا الصهيونية التوراتية بشكل مطلق وبدون مواربة مع أنها أي الإدارة الأمريكية تتظاهر بدور الوسيط المحايد وفي المقابل تعلن اسرائيل في كل مناسبة عن تمسكها بالمفاوضات، للاستهلاك العالمي فقط، في الوقت الذي تواصل فيه سياسات التطهير العرقي، والاستيطان التهويدي على اوسع نطاق، والإجراءات التعسفية الأخرى مثل قانون يهودية الدولة والسيطرة على القدس والأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية فيها واضطهاد فلسطينيي الداخل وقمعهم..
إن إسرائيل تقدر الأهمية الاستراتيجية لغور الأردن فحدودها مع الاردن تشكل نقاط تواصل هامة للتجارة والسفر مع بقية دول المنطقة، واستمرار السيطرة الاسرائيلية على قطاعات منه تعني ان إسرائيل ستحكم السيطرة على الضفة الغربية علما أن جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تتبنت مقولة فرض نهر الاردن حدودا شرقية للدولة اليهودية لكن بدون ضم رسمي على الرغم من أن معاهدة السلام المبرمة بين إسرائيل والأردن أكدت على بقاء الامر الواقع لأراضي الضفة الغربية والقدس لحين التوصل إلى التسوية المنشودة.
وبعد فهذه هي الحقيقة التاريخية الراسخة لليهود: التنصل من المعاهدات والمواثيق التي تعهدوا للالتزام بها، إنها عقيدتهم التي يبررون من أجلها القيام بأي عمل ولو كان غير أخلاقي وغير إنساني فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.
وفي الختام أوجه تحية محبة وولاء لجلالة الملك لتأكيده بإنه في حالة تنفيذ نتنياهو لعملية الضم فإن الصدام قادم وأن كل الاحتمالات واردة في إشارة واضحة إلى معاهدة السلام.. فهذا الموقف الحازم والحاسم هو الذي سيجبر نتنياهو على إعادة النظر بجميع حساباته التوسعية والعدوانية برمتها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :