أما آن الأوان للجم بوق الدعاية الصهيونية بقلم : عوض الصقر


أما آن الأوان للجم بوق الدعاية الصهيونية ايدي كوهين..
عوض الصقر

لا يكاد يمر يوما إلا ونتابع تغريدات ايدي كوهين، صانع الإشاعات الصهيونية المفبركة الموجهة للعالم العربي، حكاما ومحكومين، والتي تهدف في مجملها لنشر الفوضى والتشكيك وزعزعة الأمن والاستقرار في المجتمعات العربية.
ايدي كوهين شخصية يهودية قميئة تمثل الوجه الحقيقي القبيح لدولة الكيان الصهيوني الغاشم، وقد دأب على استخدام أساليب الفبركة والإشاعات الهادفة لبث الوهن وإضعاف الروح المعنوية في الدول العربية وتشجيعهم الحكام والشعوب العربية لركوب موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل أن يفوتهم القطار.
ظاهرة هذه الشخصية الخسيسة تشكل ترجمة حرفية لبروتوكولات حكماء صهيون التي تركز على إحباط المواطن العربي وجعله يشعر بالوهن وانهيار المعنويات والهزيمة، بما يهيئ لتحقيق شعارهم التوسعي من النيل الى الفرات.
وفي إطار رسالته الوضيعة يسعى كوهين لاستخدام الخطاب الشعبوي والألفاظ السوقية البذيئة ويركز على القضايا المثيرة للجدل في المجتمعات العربية بهدف توجيه الرأي العام وزعزعة ثقة الشعوب العربية لدرجة أنه يدخل أحيانا في القضايا الدينية وخاصة الإفتاء لتبرير التطبيع مع إسرائيل ويستشهد بالايات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة!!!
الملفت أن تغريدات كوهين تتركز على الشأن الأردني والعلاقة الأردنية الفلسطينية وأحيانا عن التركيبة السكانية في رسالة واضحة الى مقولة الوطن البديل" وتفريغ فلسطين من أهلها الشرعيين على اعتبار أنهم يشكلون أكثرية السكان في الأردن وبالتالي فهو وطنهم وعليهم أن يرحلوا إليه".
و التناقض الواضح هو السمة المميزة لتغريداته فنراه أحيانا يشكك في العلاقة الأردنية الاسرائيلية ليؤكد بعدها أن هذه علاقات التعاون بين البلدين متينة وراسخة، حيث أكد في مقال نشرته صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية قبل فترة بعنوان "آسف، لكن الأردن ليس صديقا لاسرائيل".. ليؤكد في وقت لاحق أن التعاون مع الأردن هو الأقوى. وفي مواقف أخرى يتساءل عن غياب الملك (في إجازته السنوية)، لنراه بعدها يهنئ الملك بعودته سالما إلى أرض الوطن.
ولم يتوقف كوهين عن ترويج الإشاعات المفبركة التي أثبتت الأحداث زيفها وبطلانها والتي هدفت في مجملها، للتشكيك في موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها تحديدا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واضح أن كوهين يعتمد على قاعدة بيانات دقيقة تمده بها الأجهزة الأمنية الصهيونية وتزوده ببعض المعلومات التفصيلية وتوجهه نحو القضايا والمسائل المطلوب إثارتها وفبركة وتضخيم الإشاعات حولها بما يؤدي إلى نزع ثقة المواطنين بالرواية الرسمية ونسفها من أساسها.. وهنا تلزم الإشارة إلى وحدة الاستخبارات الألكترونية الإسرائيلية التي تقوم بجمع المعلومات ورصد المصادر المتعددة على منصات التواصل الاجتماعي في يوتيوب وفيسبوك وتويتر والشبكات الأخرى، كما ترصد المزاج العام وتحلّل المعلومات وتعيد إنتاجها على شكل رسائل مضادّة من خلال ناشطين يتعاونون معها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أمام الكنيست قبل فترة من الزمن "إن الشعوب العربية تعرضت على مدار عقود خلت لعملية غسل دماغ لتشويه صورة إسرائيل، وإنه حان الوقت لتحسين هذه الصورة، فالعائق الذي يقف أمام التطبيع يكمن في الشعوب وليس الأنظمة".
وبعد، فإنني أتساءل لماذا نظل في موقف الدفاع أمام الهجمات المتكررة التي يشنها علينا هذا الفيروس الخبيث المسمى ايدي كوهين وغيره ممن يتقنون فن الفبركة وصناعة الإشاعات والدعايات الزائفة الموجهة، ولماذا لا نبادر بشن الهجوم لنبين صورة الخصم القائمة على اغتصاب الأرض وتشريد أهلها الشرعيين فالتاريخ والدول المؤيدة لنا حقائق تخدمنا وتؤيد مطالبنا الثابتة لتفنيد المزاعم الاسرائيلية الباطلة فالحرب النفسية وإجهاض الروح المعنوية أشد فتكا من المدافع والطائرات، والله ولي التوفيق.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :