لكِ سيدتي بقلم: د. ميرفت سرحان


سلسلة في آخر الأسبوع
لكِ سيدتي

تحية تقدير واحترام ..
تحية امتنان ممزوجة بمسك المحبة .. وبعد
لك مني سيدتي كل الود والعرفان .. بجميل
توج رأسي منذ الصغر وإلى الآن وإلى أن تغمض عيناي بين يدي الرحمن ..
أردت سيدتي أن لا يغادرنا تشرين دون أن أخبرك بفضلك الذي ما زال يسري في شرايني ..
وددت أن أبوح لك بأنني جلست البارحة وقد مر طيفكِ في خيالي -وكثيرًا ما يفعل- وأخذني معه في رحلة ساحرة من الذكريات الجميلة .. وإذا به يخاطبني: أتذكرين كم تعبت في تدريبك على مسك القلم؟! .. قلت: أتدري أنني لا أتقن مسكه حتى الآن .. أجابني قائلًا: لكنكِ تتقنين فن الكتابة .. قلت: بلى .. وواصل يسألني: هل تذكرين الأبجدية التي علمتك إياها؟! .. أجبت على الفور: نعم .. فقد ناولتني يا سيدتي مفتاح القراءة وبذلت ما بوسعك لأتقن التهجئة التي بها فتحت لي أبواب المعرفة .. واستمر يسامرني طيفك ويسألني: ماذا أخبرتكم عن أهمية العلم؟! فسارعت وأجيبه: العلم نور، يضيء عتم الطريق، ويشحن الهمم، ويرفع شأن الفرد والأمم .. واستمر حديثنا وتذكرت كم علمتني من القيم، ومنها: أن التغافل والتسامح هي أساس التفاهم بين الأنام .. وأن الجود والكرم وجدا لخلق المحبة وزرع التعاطف والألفة بين قلوب البشر .. وعلمتني غيرها الكثير الكثير من القيم .. ولا أنسى كيف أخذنا عنك أن للطريق حق ، وأن للسير في الشارع آداب وذوق، منها غض للبصر وإماطة للأذى، و .. و ..
ثم استحضرت سيدتي .. كم كنتِ تواسينني عندما ترينني حزينة .. وتسألين عن أخباري إذا وجدتني غائبة .. وتتفقدين أحوالي إذا ما رأيتني حائرة .. وبعد كل ذلك .. يسألني طيفك هل كنتِ تحبينها؟! .. قلت: آه آه، هل كنت أحبها؟! كنت أحب شكلها، وصوتها وصمتها، ووقوفها ومشيتها، وعطاءها وصبرها، وكنت أحب حبها .. أنا أفخر بها ..
سيدتي .. نسيت أن أخبرك بأنني أخبرت بعض الزميلات والصديقات بأنني سأكتب الليلة إليك .. وحملوني لك السلام .. فهذا سلام من سلمى، أتذكرينها، كانت معنا في الإبتدائية وهي الآن طبيبة نسائية مشهورة .. ومن ليلى أيضًا لك سلام، ليلى التي رافقتنا في الثانوية وهي تخبركِ بأنها تعمل في مجال الهندسة الكيميائية .. ولبنى تلقي عليكِ التحية وتذكرك عندما تنبأت لها بمستقبل في مجال الفنون فهي الآن مصممة أزياء ماهرة، تتوافد النساء إليها لتحظى بتصميماتها الجميلة المتقنة .. وكل طالبات المدرسة، يهدونكِ السلام ..
فيا معلمتي أينما كنتِ الآن سلام لك، وسلام عليكِ وسلام بين يديكِ ..
وأهديك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من علَّم علمًا فله أجر من عمل به، لا ينقص من أجر العامل" ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :