الخطاب الجاد بقلم : علي العدوان



ورثت الحكومة الحالية خطابا لسابقتها كان له الأثر الكبير في تأجيج الرأي العام تجاهها بغض النظر عن انجازات أو اخفاقات الحكومة السابقة التي داهمتها كورونا دون سابق انذار كغيرها من حكومات العالم.
وبين نشوة السيطرة والاشادة العالمية في بدايات الجائحة باجراءات الدولة الاردنية بكل ما تحمله كلمة الدولة من معنى أو بمفهوم اكاديمي أرضا ووطنا وسيادة وشعبا حرا كريما قاوم هذه الجائحة بعقلية الإباء، فشدو أزراهم وفرحوا بالطلات العسكرية البهية، معيدة الثقة بالنفس على مقاومة أي طارئ .
ومع استمرار الجائحة بدأت المواجهة الثانية،وقد نصل الى الثالثة ونكون بين خيار حماية القطيع والخيارات العلمية لعلماء الاوبئة ،والتي كان يستند اليه الخطاب الرسمي لفترات السابقة،مع عدم الجدية واحيانا عدم الحزم لتفتح أدمغة الدهماء وفئات للتحايل على الخطاب الرسمي .
يعرف الخطاب في اللُّغة انه من الفعل الثُّلاثيّ خَطَبَ أي تكلّم وتحدّث للملأ أي لمجموعةٍ من النّاس عن أمرٍ ما، أو ألقى كلاماً،و تعريف الخِطاب فهنالك الكثير من التعريفات المُتعارف عليها للدّلالة على الخطاب ومنها أنّ الخطاب مَجموعةٌ مُتناسقة من الجمل، أو النصوص والأقوال، أو إنّ الخطاب هو منهج في البحث في المواد المُشكّلة من عناصر متميّزة ومترابطة سواء أكانت لغة أم شيئا شبيهاً باللغة، ومشتمل على أكثر من جملة أولية، أو أيّ منطوق أو فعل كلامي يفترض وجود راوٍ ومستمع وفي نية الراوي التأثير على المتلقي، أو نص محكوم بوحدة كلية واضحة يتألف من صيغ تعبيرية متوالية تصدر عن متحدث فرد يبلغ رسالة ما يهدف بها إلى وصف التعابير اللغوية بشكل صريح، و يفكك شفرة النص الخطابي عن طريق التعرّف على ما يحتويه النص من تضمينات وافتراضات فكريّة، وتحليل الخطاب هو معرفة الرسائل المُضمّنة في النص الخطابي ومعرفة مقاصده وأهدافه، ويتم تحليل الخطاب عن طريق الاستنباط والتفكير بشكلٍ منطقيّ حسب الظروف التي نشأ وكتب فيها النص الخطابي وهو ما يسمى بتحليل السياق الذي يعتمد عليه النص.وكي يكون الخطاب مؤثّراً ومفيداً يجب أن يكون متكامل الأطراف، وهو يقوم على عدّة ركائز أو عناصر تُنظّم الخطاب وتُقيم ركائزه، وهذه العناصر هي المُؤلف وهو من يقوم بتوجيه الخِطاب وتكون لديه القدرة على التكلّم والإبداع في ترتيب الكلام بشكلٍ منظّم ومترابط. والمتلقّي وهو من سيوجّه له الخِطاب، ويتميز المتلقّي بامتلاك حاسة التوقع والانتظار أثناء تلقيه الخطاب. الرِّسالة:وهي مادّة الخِطاب التي تُصاغ بصورةٍ أدبيّةٍ إبداعيّةٍ. وسيلة الإيصال أي قناة الوصل بين المؤلف والمُتلقّي عبر الكتاب، أو وسائل الإعلام المقروءة والمَسموعة والمكتوبة، أو من خلال الإنترنت والأجهزة الذَّكيّة. و للخطاب أنواع كثيرة نظراً لتعدّد المواضيع التي تحتاج للخطب والإقناع في عصر أصبح فيه العلم والمُناقشة هما الصفتان السائدتان، فلا يمكن التأثير في الرأي العام بسهولة كما كان من قبل، لذا تعدّدت أنواع الخطاب للتأثير في آراء الناس وقناعاتهم بشكل أكبر، ومن أنواع الخطاب الخِطاب الإبداعيّ ويتكوّن الخطاب الإبداعي من ستة عناصر كما حدّدها جاكبسون تُغطّي كافة الوظائف التي تؤديها اللغة تكون من ضمنها الوظيفة الأدبية، فلقد وجد أن الصفة الأساسية التي من أجلها وجد النص هي الاتصال، هذا ويأخذ النص صفاته الخاصة والمميّزة من خلال تسلسل وظائف عناصر الاتصال، والتي فصلهما جاكبسون في نظرية الاتصال (بالإنجليزية: Communication theory)، وتكثر أنواع الخطاب بتعدد المواضيع المتعلقة به فهنالك أنواع جديدة ظهرت من الخطاب بسبب التغيّرات الحاصلة على واقع المجتمع العربي والإنساني بشكل عام، فهنالك الخطاب القومي الذي يتعلّق بالمواضيع القومية، والخطاب الفلسفي الذي يُعنى بأمور الفلسفة وأصولها، والخطاب السياسي الذي يهتمّ بالمَواضيع والأمور السياسية، ويُعدّ الخطاب من أكثر الأمور التي لاقت اهتماماً مؤخّراً لما له من تأثير في آراء الناس وقناعاتهم، وانتشار المذهب العقلي الذي ينادي بضرورة إبراز الأدلة العقلية للحكم على الحالات والظواهر التي تواجه الإنسان في حياته الظهور الاخير للرئيس كان جاد ويظهر واضحا في خطابة الاخير وبانت علية علامات الغضب من حالة الاوعي بخطورة الموقف ناهيك عن التركة السابقة للخطاب الحكومي التي علق عليها الكثير من النخب ومن المشكين ساهمت بها ظروف خارجه عن السيطرة وهي الحالة الوبائية وتمددها وكذلك الميل لخفة الروح المعهوة عن الاردنيين في حالة الازمات يتظمنها المثل الشعبي الاردنيين "رشو على الموت سكر".





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :