ما بين البسكويت المُدعّم بنغمة حنانٍ حكومية و سد الوالة , نقف حائرين ...
أيعقل أن تكون حكومتنا التي تسعى كما تقول لضمان مستوى جيد من الخدمات تليق بمواطنيها , أن تكون هي ذاتها من تهمل أو حتى تخفي فيما يتعلق بالفضيحة الصحيّة المتمثلة بتسرب المياه العادمة إلى سد الواله , تناقض رهيب أو تراخي كبير بالتنسيق بين عناصر هذه الحكومة ...
من أهم ملامح نجاح الدول و الحكومات في عصرنا الحالي لتحقيق النجاح في شتى مناحي الحياة هو التنظيم و التنسيق , فلا يمكن و من غير المنطقي على سبيل المثال لا الحصر أن تهتم دولة ما بنوعية و جودة الغذاء التي توفره لسكانها و في ذات الوقت تتراخى في تحسين جودة الكهرباء أو الطرق , فالنجاح الحكومي هو شبكة متصلة و متشعبة من القرارات العقلانية التي يجب أن تسير بذات الموجة بحيث ترفض تطبيق القرارات التي لها أنعكاسات ضارة على قطاعات اخرى ...
للاسف هذا الهيكل التنظيمي الحكومي قد نجده بشكل مُصغّر في قطاعات حكومية بسيطة , لكن لم يتم اتباعه بعد ،كخارطة طريق على النطاق الحكومي الموسّع و الشامل , لذلك لا زلنا نشهد تناقضات مضحكة مبكية تقوم بها الحكومة , و بوقتنا الحالي اذ أصبح الانسان العربي بعد سنوات من كسر الحواجز أكثر صراحة في إعطاء التغذية الراجعة فيما يتعلّق بانجازات حكومته...
ألم تنتبه حكومتنا لهذا الشرخ الكبير بين قطاعاتها و وزاراتها , و تستدرك ولو متأخرة أن الخطط الترقيعية دائما نتائجها آنية غير مرضية , لا نستطيع أن نجلد ذاتنا و نحبط أنفسنا دائما بالقول أن الاردن بلد الموارد المعدومة ! فالعديد من الدول نهضت من تحت الرماد بأقل الامكانيات ،و ها هي تتربع على عرش أقوى الدول , لأن التنظيم و التنسيق كان شعارها لعلّنا نتعلّم...
حتى القارئ للمشهد في الحرب الضروس مع وباء كورونا سيشدّه التناقض الاعلامي الحكومي في التصريحات كل يوم , لدرجة يقف فيها المواطن حائرا في تطبيق هذا القرار أم ذاك , هذا عدا عن القرارات التي تلغي بعضها إن طبّقت سوياً و في النهاية سيكون المواطن هو الضحية عند دفع الغرامة ....
نسطيع أن نبدأ من الصفر و نضع النجاح نصب اعيننا , لكن إن بقينا على ذات النهج سنتراجع و نهوي في كل يومٍ عن سلم الانجازات العالمية ...