مشكلة اليأس والإحباط السياسي ترجمة بتصرف – وائل منسي



إن إزاحة ترامب من الديمقراطية الأمريكية، لم تؤدِ إلى نتائجها المأمولة، ويتعين على الحزب الديمقراطي الآن محاربة الشعور المتزايد باليأس السياسي.
مقالة لميشيل غولدبرغ - كاتبة عمود في افتتاحية نيويورك تايمز وكانت جزءًا من فريق فاز بجائزة بوليتسر في عام 2018 للخدمة العامة.
ترجمة بتصرف – وائل منسي – عن موقع IPS للديمقراطية الإجتماعية

بدأت بتصفح الأخبار في الأخبار وهو جزء من عملي، عن الجهود التي يبذلها الجمهوريون في ولاية ويسكونسن للسيطرة على انتخابات الولاية، وهو مصدر رعب لي، فاليأس السياسي يمثل قضية للحزب الديمقراطي بأسره.
من المتوقع أنه مع خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض، فإن الديمقراطيين سوف يتراجعون عن المشاركة السياسية المحمومة المستمرة. ولكن يحدث انسحاب في الوقت الحالي من الإهتمام بالأخبار والنشاطات والاجتماعات، وبالتالي من التصويت، ويبدو أنه ليس نتاجًا للراحة بقدر ما هو نتاج الإرهاق والصدمة المستمرة من Covid-19 وتفادي الإصابة بها.

لكن أظن أن جزءًا من ذلك يتعلق باليأس المتزايد الناشئ عن الإحساس بأن إزاحة ترامب لم تمنح الديمقراطية الأمريكية سوى مهلة قصيرة ولم تأت بنتائجها المأمولة وخاصة أن المجتمع الأمريكي يفضل سرعة الإنجاز والتأثير.

سوف يستمر ترمب مثل الفيروس Covid-19 بجهوده الحثيثة لإستعادة سيطرة الجمهوريين، ولكن كان من السهل تخيل عالم أفضل بكثير للأمريكيين بعد الانتخابات والتنصيب لبايدن. وكنا نعتقد تجاوزنا كل ذلك، لكن ما زالت الحياة الأمريكية تأخذ منحى مروعا بسبب تجدد المخاوف من الجائحة.، وكأنها ديستوبيا لم يعد لها تاريخ انتهاء الصلاحية.
التلاعب في الديمقراطية
يستخدم صديقي كريس هايز، مضيف MSNBC عبارة "الشعور السيئ بالإحباط" لوصف أنواع معينة من القصص حول تفكك الديمقراطية في أمريكا.، وقال لي "الشعور السيئ هو الشعور بأننا لسنا بخير، وليس من الواضح أننا سنكون على ما يرام".

لا تكمن المشكلة في أن استطلاعات الرأي التي تظهر في الوقت الحالي، أن الناخبين يريدون تسليم الكونجرس إلى حزب يتعامل إلى حد كبير مع متمردي 6 يناير – وقت إقتحام الكونجرس قبل تنصيب بايدن، على أنهم أبطال، فهذا أمر مزعج، لكنه طبيعي نظرًا لميل الناخبين الأمريكيين للرد على الحزب الحالي الحاكم.
الأمر المخيف هو أنه حتى لو استعاد الديمقراطيون ثقة الجمهور، ويمكنهم الفوز بأصوات أكثر من الجمهوريين ومع ذلك سيبقون الخاسرين لاحقا.
إن التلاعب في الدوائر الانتخابية وحده كافٍ لقلب الميزان في مجلس النواب، ومثال ذلك كارولينا الشمالية، الولاية التي خسرها جو بايدن ب 1.3 نقطة مئوية، واجتاز للتو خريطة إعادة تقسيم الدوائر التي من شأنها أن تخلق 10 مقاعد جمهوريين، وثلاثة مقاعد ديمقراطية وواحد تنافسي. وذكر موقع Five Thirty Eight الإلكتروني "على الديموقراطيين الفوز بولاية نورث كارولينا بفارق 11.4 نقطة فقط للفوز بنصف مقاعد الكونجرس".

والأمور ستكون أسوأ في مجلس الشيوخ، حيث يهدد الاستقطاب الجغرافي المتزايد بمنح الجمهوريين Block قويا في المجلس.
وكما كتب زميلي عزرا كلاين الشهر الماضي، يتوقع خبير البيانات الديمقراطي ديفيد شور أنه إذا فاز الديمقراطيون بنسبة 51 في المائة من تصويت الحزبين في عام 2024 ، فإنهم سيخسرون سبعة مقاعد مقارنة بما نحن عليه الآن.

انقلاب جمهوري؟
في غضون ذلك سيقوم الجمهوريون بتطهير المسؤولين المحليين الذين دافعوا عن نزاهة انتخابات 2020 ويستبدلوهم بالمتشددين اليمينيين.
لكن سيكون من الصعب على الجمهوريين سرقة انتخابات 2024 على الفور، لأنهم لا يسيطرون على الإدارة الحالية، لكن يمكنهم زرع نوع من الفوضى التي ستؤدي إلى اضطرابات مدنية واسعة النطاق.
وإذا فاز الديمقراطيون فمن الصعب تخيل الجمهوريين سيوافقون على الانتقال السلمي للسلطة مرة أخرى. كما قال هايز ، هناك حتمية صراعية حول ما هو قادم ومن الصعب جدًا تصوره.
بالفعل الحزب الجمهوري يلمح الى الترهيب العنيف لأعدائه السياسيين، ومن خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، حاولت قافلة يمينية قيادة حافلة حملة بايدن بعيدًا عن الطريق وشجعهم وهتف لهم السناتورالجمهوري ماركو روبيو.
وسعى أعضاء مجلس إدارة المدرسة ومكاتب الصحة العامة إلى الحصول على المساعدة من وزارة العدل للتعامل مع وابل من التهديدات والمضايقات.
و قام أحد هؤلاء الجمهوريين النائب بول جوسار، بتغريدة تويتر لمقطع فيديو متحرك Animation له وهو يقتل النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو-كورتي، وقد وقفت الغالبية العظمى من حزبه الجمهوري إلى جانبه.

إنني أنظر إلى المستقبل وأرى حكمًا، أن المجتمع الأمريكي إما يوافقون على ترهيب الليبراليين أو يرحبون بمن يفعلون، لكن هذه النتيجة ليست حتمية، فالأحداث غير المتوقعة يمكن أن تعيد تشكيل الائتلافات السياسية، ويمكن أن يحدث شيء ما لإحباط الكارثة التي ستلحق بنا كديمقراطيين.
بالنظر إلى المسار القاتم للسياسة الأمريكية، فإنني أشعر بالقلق من تراجع التقدميين إلى حياتهم ومصالحهم الخاصة للحفاظ على سلامتهم العقلية، وهو تراجع لن يؤدي إلا إلى تسريع تدهور الديمقراطية، ومن أجل حمل الناس على الانخراط في النضال من أجل إنقاذ هذا البلد المحطم، وإلى قادة ديمقراطيين يحملون هذه الراية .

(ج) نيويورك تايمز




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :