كارثة نينوى وسلسلة الفساد بقلم: حازم الخالدي


لن يكون غريبا أن نصحو في كل يوم في عالمنا العربي على فاجعة، ما يصنعه الإنسان بيده من كوارث أكثر مأساة من الكوارث الطبيعية.. هذا شيء طبيعي جدا، في ظل تنامي الفساد؛ فالخيوط ممتدة ولا يمكن أن تنتهي في ظل هذه الأوضاع.
قبل أن تغفو عيوننا عن فاجعة ليبيا وتلتئم جراحها، وما حدث من عواصف وسيول وانهيار للسدود غفلت عنها عيون المسؤولين لاصلاحها، صحونا على فاجعة جديدة في العراق في محافظة نينوى، أثبتت مجددا أن الكوارث التي يصنعها الانسان بيده أكثر ألما من الكوارث الطبيعية،وأن هذه الكوارث جاءت بفعل فاعل، جراء الفساد المستشري في العالم العربي،الذي أصبح سلسلة متواصلة لا تنقطع ومكشوفة أمام الجميع وتحت أعين الرقابة التي ليس لديها القوة لقطعها.
ما يدعو للاستغراب أن تبنى صالة أفراح حديثة بمواد قابلة للاشتعال، وكما حدث في ليبيا تم تشكيل لجنة تحقيق بالقضية ، وهنا أيضا سيتم تشكيل لجنة تحقيق وكما سبق ذلك في بلدان عربية تشكيل لجان للتحقيق بتلك الكوارث، التي لن تنتهي وتستمر وتبقى ما دمنا لم نقطع دابر الفساد من جذوره ، وما دامت المناصب لدينا بالمال والهدايا والمقايضة، وما دامت العطاءات والمشاريع الكبرى تعطى للحيتان ، من الذين لا يعرفون أدبيات العمل ولا أدبيات الأخلاق ، ولا يكترثون للنتائج مهما كانت مخرجاتها.
الفساد اليوم أصبح مكشوفا بكل أدواته، وللأسف إننا نرى من يتجاوز القانون بأعمال صغيرة ولكن نتائجها كبيرة، أمامنا الكثير من الحالات، فعندما يتم بناء شقة أرضية مكان" كراجات البناية " ، كيف يمكن أن تمنع سيول الأمطار من دخولها، وعندما تجد جدران الأبنية متصدعة، ورغم الشكاوى المتكررة ، لا تجرؤ على اتخاذ موقف أو قرار يمنع انهيارها، وعندما تنكشف الحفر في الشوارع بفعل مياه الأمطار، وتقوم بتمكين الفاعل بدلا من محاسبته، وأفعال ومخالفات لا حصر لها.
الفساد لا يؤثر على الأفراد أو العائلات التي أصبحت تفنى بالكامل دون أي اكتراث، ولكن آثار الفساد عميقة على المجتمعات وعلى ديمقراطيتها التي لم تعد سوى شعارات ، وعلى التنمية الاقتصادية التي ستبقى مشلولة في مثل هذه الظروف .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :