ما بيشبهك «تشرين» بقلم: طلعت شناعة




مسكين شهر تشرين،والمقصود « تشرين أول». فمعظم الكائنات ، تتشاءم منه،وتشعر بالحذر الشديد. مع انه يعني بداية التحوّل في الطقس من الصيف نحو الشتاء عبر فصل» الخريف» المتقلّب،وهو ما ينعكس على مشاعر بعض الكائنات « المترددة» و»المتغيّرة» و» الخجولة» و....
ولو كان البحرُ» شهرا « من شهور السنة،لنال من الشهرة مثلما حصل مع « تشرين» ومن قبله « أيلول». المتّهم الاول بالتقلّبات « المزاجية» و» النّفسيّة».
فالبحر واعني «أمواجه» و» مَدّه وجزْرِه» تشبه حالات البشر،الذين لا تعرف متى تنضبط « اشواقهم» ومتى» وتنفلت» من عِقال الرّوح.
لكنه» تشرين» وانا اكتب في اليوم الثاني منه. وهي مجرد» هاجس»،لاح في «صباحي»،فاعتقلته في سجن كلماتي.
تابعتُ هواجس العشاق الذين عبّروا عن مخاوفهم من هذا « التشرينيّ» القادم بغرائب الأيام.
كنتُ اتناول فنجان قهوتي الصباحي،وأرقب اوراق الياسمين في «حاكورة» البيت.كان الريح الخفيفة تلهو بها ،تعلو بها وتهبط تارة أُخرى.
بقميص خفيف،خرجتُ غير مُبالٍ بما يخبّئه لي اول « نهار « من «تشرين». كان ثمّة شاب يغطي جسده بستره خفيفة،وكان الهواء يداعب خصلات شعْر الصبايا من شبابيك السيارات.
إنه، «تشرين» إذاً...
وفي الموروث الشعبي ،هناك حكايات واقوال.
ف ..تِـشْرِين الأول هو الشهر العاشر (10) من شهور السنة الميلادية حسب الأسماء السريانية المستعملة في المشرق العربي. يقابله في التسمية الغربية شهر أكتوبر.
وقد ارتبط تِـشْرِين الأول بالتراث والحكايات الشعبية والأمثال في المشرق العربي. من الأمثال الشهيرة المتداولة حول تشرين الأول
«في تشرين ينتهي العنب والتين» و «خيار تشريني، شمّني وارمِيني».و «بَرْدْ تشرين يقطع المصارين» و كذلك ، «في آخر تشرين ودِّع العنب والتين». وايضا، يقولون «إللي ما ارتوى من حليب إمه يرتوي من مَيّة تشرين». واخيرا وليس آخرا» «ما في أنقى من قمر تشرين ، ولا أعتم من غيم كانون».
اما الأخ معين شريف المطرب صاحب الصوت المميز،فلهه اغنية عنوانها « أصعب كلمة». لكن الناس يصرّون على ان عنوانها « شو بيشبهك تشرين»، تتحدث عن الحبيبة مع مقارنة بينها وبين طقس « تشرين».
ومنها:
«اصعب كلمه بفكر فيها
هي الكلمه اللي قلتيها
كيف قدرتي ما تخبيها بعيونك الحلوين
كيف قدرت تقسي علي
وتقولي ما عاد فيي
اخر كلمه بقلك هي شو بيشبهك تشرين».

..

مطلوب القبض على " تشرين "
.. وفورا !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :