فقدان الأمل بقلم: حازم الخالدي


من شاهد صور الدمار في غزة مع بدء الهجوم البري على غزة، وهول المأٍساة ، راودته العديد من الأفكار السوداء، التي جعلته يفقد الأمل بأمته العربية، لغياب التضامن الرسمي العربي وعدم الوقوف مع غزة في محنتها الأشد عبر تاريخها, وجعلته يفقد الأمل بالتحرير الذي ما زال حلما عربيا يقترب بين الفينة والأخرى.
كان السؤال صعبا ، الذي وجهه لي زميلي وهو يبكي ، هل انتهت المقاومة من غزة؟ (كل الذين يراهنون على التحرير يتمسكون بالمقاومة وهي رمز النضال)
كان الحزن كبيرا عليه، وعلى الكثير من الشباب والأسر، الذين شعروا بفقدان الأمل بعد صدمة الدمار التي حولت أطفال ونساء وشيوخ غزة إلى أِشلاء بمشاهد مرعبة، لا يمكن أن تُوصف إنسانية هذا العالم الذي يدعي التقدم في عصر التكنولوجيا والتطور والعلم ،هذا العالم المتخاذل الذي وضع يده بيد الأعداء ووفر لهم كل الحماية والغطاء لشن غاراتهم الوحشية؛ استخدمت فيها الأسلحة المحرمة بمختلف أنواعها، واعترفت قيادات الاحتلال استخدام مثل هذه الأسلحة وغازات الأعصاب في تدمير الانفاق ، كما ثبت استخدام الاحتلال في هجماته للفسفور الأبيض..
أمام هول الهجمات والمشاهد المرعبة بدأ يتولد الحزن واليأس للناس ،وكأنهم استسلموا لهذا الواقع المرير، الذي سيفرض عليهم " إسرائيل" كأمر واقع وجزء من هذه المنطقة، ونسيان فلسطين التي ظلت رمزا لعروبتنا وارتباطنا بالأرض والقضية، وهذا المصير المشترك الذي بقي بداخلنا وسرعان ما تكشف ، بعد أن
أصبحت دولا عربية أقرب لهذا الكيان من أي دولة عربية.
بعد سنوات الكفاح والرفض الشعبي لهذا الكيان، وعلى مختلف مراحل الصراع والحروب التي خضناها ومهما حصل من تراجع وانكسار، لكننا لم نستسلم ولن نستلم ولن يتسرب إلينا اليأس، وستظل المقاومة مشتعلة ولن تهدأ ، فإن خفتت في مرحلة اشتدت في مراحل.
لن نيأس وسنظل نراهن على المقاومة ونراهن على غزة الاسطورة ، والثورة، والمقاومة، غزة التي ستحول أرضها إلى مقبرة وجهنم للأعداء ، غزة التي تعيش فينا ولن تبكينا ، غزة مهما اشتدت عليها المحن ورغم تخلي ذوي القربى عنها ستجعل هذا الكيان مجرد أكذوبة.. غزة لن تركع ولن تفقدنا الأمل ، لأن الطفل يخرج من تحت ركام الأرض مقاوما.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :