غزة تعلمنا الصمود بقلم: حازم الخالدي



بعيدا عن حالة الاحباط والتراخي والاستسلام لما يحصل في غزة، فهذه المدينة الاسطورية تروي لنا قصة أخرى من الكفاح والصمود والمقاومة ضد المحتل.. وستثبت الأيام المقبلة أن غزة ستكون اسطورة هذا الزمان في مواجه المحتل.
غزة رغم الدمار وحجم المأساة فقد كشفت أشياء كثيرة ، سيكون لها تأثير عميق على الصراع العربي – الاسرائيلي الممتد منذ سنوات في المنطقة التي لم تعرف الهدوء منذ سنوات، فقد كشف غزة أن هذا العدو لا يقدر على المواجهة في الحروب ولم يتمكن من الالتحام مع المقاومة ، وأثبت أن جيشه لا يتمتع بالقوة ولا يعرف سوى الجبن والاستسلام والانزواء، فلم يستطع الاشتباك مع المقاومة في الأيام الأولى من الحرب ،وظل خائفا ومترددا، إلا بعد الاستعانة بالقوات الاميركية التي تشارك رسميا بالحرب، والقوات الفرنسية التي تمد الكيان المحتل بالأسلحة ، فأصبحت مناطقها ومطاراتها محصنة وتحركت بعض الدول أيضا لبناء قواعد واستخدامها في عملية الامدادات العسكرية.
غزة الصغيرة المحاصرة حررت الأمة العربية من التبعية ، غزة الآن تواجه دولا كبرى وتخوض حربا دولية، ويمكن أن تتحول إلى حرب عالمية، فكل المياه المحيطة والسواحل تتحرك فيها البوارج والسفن الحربية وحاملات الطائرات مع الاف الجنود من قوات الاحتياط باتجاه غزة.
غزة كشفت المؤامرة القذرة على المنطقة، فعندما تجتمع أميركا وفرنسا ودول غربية لتشارك "إسرائيل" الحرب، فلم يكن الهدف القضاء على حركة المقاومة ( حماس) وإعادة ترتيب الأوضاع في غزة،التي أصبحت الساحة الوحيدة لمقاومة المحتل، وإنما السيطرة على المنطقة وفرض استعمار جديد عليها، وستكشف الأيام القادمة هذه السيطرة والسيناريوهات التي تطبخ في الخفاء ، والتي جعلت أميركا قوة تهيمن على القرار العربي.

غزة كشفت حقيقة العالم البشع الذي يجتمع من أجل قتل الأطفال وهدم المدارس والمستشفيات وملاحقة الفلسطينيين في الشوارع والساحات، هذا العالم الذي لا يريد السلام وكل ما يريده أن تبقى "إسرائيل"، "ولم لم تكن موجودة لأوجدناها"، غزة أثبتت أن هذا العالم بيد عصابة ، تُصدر علينا كذبا وزورا حقوق الانسان والحريات والديمقراطيات، وتمارس التطهير العرقي، ولا تريد أن تعترف ولا ترغب بسماع صوت المظلوم.
غزة أعطتنا دروسا في القوة والشجاعة وقيمة الشهادة، التي جعلت أطفالها يبتسمون وهم تحت الركام، فقد أصبحنا نخجل من أنفسنا، بعد أن زرعت أميركا ومعها "إسرائيل" الخوف بداخلنا.
غزة كشفت نفاقنا وكذبنا ونحن نمضي حياتنا في الثرثرة، وفي النهاية نموت جبناء، وهل أسوأ في هذه الحياة أن تموت جبانا .
كشفت غزة أن اليهود جنس لا يؤمن لا بالمعاهدات ولا بالاتفاقيات ولا بكل العهود، ولا يعرف معنى الانسانية وهو مثل الوحوش يستغل الإيمان ليؤكد من جديد مدى كونه من الشياطين.
غزة أثبتت أنها تقاتل وحدها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :