عندما تقتل طفلا فأنت جبان بقلم: حازم الخالدي


عندما تقتل طفلا فأنت جبان، وعندما تروع طفلا في منزله فأنت جبان ، وعندما تمنع الغذاء والدواء والمياه عن الأطفال فأنت جبان، وعندما تحاصر المستشفيات والمدارس ومراكز الإغاثة التي تأوي الأطفال فأنت جبان وقاتل ومصدر الشر في هذا العالم.
عندما تعجز عن مواجهة الأبطال وتذهب إلى الأطفال لمحاصرتهم ومقاتلتهم ، فاعلم أن الجبن لا حدود له، وأعلم أنك لا تمتلك الشجاعة ، واعلم أنك إرهابي، وما زال الإرهاب صبغتك رغم أنك تحاول أن تصبغها بالمقاومين ممن يدافعون عن أرضهم وعرضهم، الإرهاب كلمة لا تلتصق سوى بالشر الذي يمثله المحتل الجبان ، الذي حول الممرات الإنسانية لنزوح المدنيين من النساء والأطفال إلى مصيدة للقتل واعتقال الفلسطينيين الأبرياء بما فيهم الأطفال..
فهل يحق للمحتل الذي طرد الناس من أراضيهم أن يمارس عملية القتل والإبادة الجماعية والتفويض المطلق لقتل الأبرياء، فيما يعجز العالم عن الدفاع عن الأطفال بعد أن أصبح منزوع الإرادة ...
من المحزن جدا أن يتم تدمير مستقبل الأطفال على يد هؤلاء الكائنات المتوحشة غير الإنسانية، وعلى مرآى من العالم الذي أصبح في هذه الفترة مراقبا لعمليات القتل والدمار، وقاصرا عن الدفاع عن الأطفال.
عندما تخدع العالم بأن المستشفيات أصبحت مقرات عسكرية للمقاومة ومن دون أي أدلة وبراهين ، وتقوم بترحيل المرضى وهم على أجهزة طبية دقيقة ، وبعدها تقصف المستشفيات فأنت جبان وضعيف ولا تقدر على المواجهة.
هذا الاحتلال البغيض الذي يخشى مواجهة الأبطال الشجعان ، ويخشى حتى الأطفال الصغار العزل الذين سيكبرون في يوم ما ، ويعرف الأعداء أن هؤلاء الذين يحرقون من الداخل سوف ينتقمون عندما يكبرون، ولن يضيع حقهم مهما طال الزمن .
هل لدى العالم الذي ما يزال يصر على الاقتناع بالرواية الإسرائيلية في غزة، أي تفسير منطقي لماذا يقصف الأطفال وتدمر بيوتهم على رؤوسهم وتقطع أجسادهم أشلاء ؟ ولماذا يسمح لهذا الاحتلال الغاصب أن يدمر المستشفيات ويحرم الأطفال من الدواء والماء والغذاء وسط صمت عالمي ..
عار علينا جميعا أن نبقى صامتين على هذا الجنون الصهيوني الذي يرتكب المجازر والجرائم اليومية في غزة ، التي لم يعد يستوعبها أي عقل.
هؤلاء الجبناء لا يدركون أن عدوانهم على غزة لن يجعلنا نطوي جرائمهم في كل مراحل الصراع ، ولا يمكن أن نستسلم أو نقبل الرضوخ أو أن نموت جبناء مثلهم .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :