غزة ليست أسطورة. بقلم: حازم الخالدي


الذين ينظرون إلى غزة وإعجاز المقاومة في مواجهة المحتل، عليهم أن يشعروا بما يعانيه أهالي غزة من معاناة وقتل وتشرد وجوع وألم ، غزة في هذه الحرب غير العادلة تتعرض إلى حرب إبادة حقيقية جعل أهلها يفقدون الثقة بقدرة أِشقائهم على وقف هذه الحرب ، وباتوا يواجهون المحتل وحدهم، في صمود لم يحدث على مر الصراع العربي الإٍسرائيلي ، بعد أن يأسوا من أي تدخل أو حل عربي لهذا العدوان الهمجي.
نعم غزة هي اسطورة فيما تسجله من صمود وتحمل، لن يستطيع أي جيش في العالم أن يتحمل هذه الضربات التي لا تنقطع على مدى النهار والليل، ليست من "إسرائيل" وحدها ؛ وإنما من تحالف عالمي شرس لا يريد أن يسمع كلمة تخفف من هذا العبء والشر الذي ما يزال مستمرا منذ 75 يوما، تحالف تشارك به الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا، وهي مشاركة على الأرض من خلال الجنود الذين يحاربون بمختلف القطاعات والمناطق، والإمدادات العسكرية من صواريخ وقنابل حديثة وناقلات جند وطائرات لم تنقطع طوال الحرب باعتراف قادة هذه الدول، الذين هرولوا باتجاه "إسرائيل" لكسب ودها ومواساتها والوقوف معها، غير مكترثين لغضب شعوبهم داخل أقطارهم وشعوب الدول العربية التي وصلت إلى مرحلة من القلق على مصير المدنيين في غزة الذين يقتلون بطريقة وحشية وبشعة كما رأينا في ساحة المستشفيات حيث داست عليهم دبابات الاحتلال وهم نيام داخل الخيم التي تأويهم، فقد فاقت شراسة الحرب قدرتهم على التحمل .
مع اشتداد الهجمات الإسرائيلية على غزة بعد أن تم تجميع الناس في منطقة الجنوب، والبحث عن صورة نصر سريع للكيان المحتل، فإن ما يحتاجه الناس في غزة قبل كل شيء ، وقفة حقيقية وتخفيف حالة التوتر التي يعيشونها وامدادهم بكل ما يحتاجون من مساعدات وبسرعة، بحيث لا تبقى المساعدات التي تقدم اليهم من مختلف الدول مركونة في الشاحنات لتأخذ وقتا في العبور، وإذا وصلت ربما تكون قد تعفنت وذهبت صلاحياتها..
غزة الآن تحتاج منا أن نقف معها ولا نتغنى باسطورتها وانجازاتها في هذا العدوان المتصاعد، مع تصاعد وارتفاع شعبية المقاومة في الشارع الفلسطيني والعربي، ونقدم لها المساعدات الطبية والغذائية للتخفيف من معاناة الأهالي الذين يعانون ويقفون بكل صبر ورجولة وشجاعة بعد أن وصلوا إلى مراحل من الجوع، غزة لا تحتاج منا أن نتغنى بانجازات مقاومتها .. غزة تحتاج منا أن نفك أٍسرها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :