الإنسانية في فلسطين بقلم: حازم الخالدي



‏لماذا يصمت العالم تجاه ما يحدث في غزة ؟ وهل هناك سر في الخفاء يجعل العالم الحر ينظر إلى المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني بعين المتفرج والمتخاذل أو أن البعض منه أصبح شريكا في هذا العدوان؟
قادة الاحتلال يريدون من هذه الحرب القضاء على (حماس)، أو إبعادها عن غزة ، وإطالة أمد الحرب لأطول فترة حتى تتحقق طموحاتهم وأهدافهم وتدفعهم إلى تشديد الضربات ضد المدنيين وبمختلف الوسائل ، فإذا كانوا ينتظرون القضاء على (حماس) أو المقاومة في فلسطين ، فهي لن تنتهي وإلا لكانت القضية الفلسطينية انتهت منذ مدة مع انتهاء المقاومة التي لن تستسلم لان مقاتليها يدافعون عن أرضهم بإيمان وإرادة، تجعلهم يدافعون عن حقهم حتى تحقيق مطالبهم، مهما بلغت التضحيات.
كل المظاهرات والاحتجاجات في معظم دول العالم تطالب بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ، ولكن القادة السياسيين لا يستمعون رغم شدة المظاهرات وتوسعها ووصلوها إلى مراكز صنع القرار وبالذات في البيت الأبيض، وكذلك إلى مصانع الأسلحة الكبرى التي تورد الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، مطالبة بوقف تصديرها ،ولكن لا أحد يفهم سر الانكفاء والصمت العالمي الذي يمنع هؤلاء القادة أن يقولوا كلمة مع بشاعة المشاهد والإجرام .
لا أحد يعرف ما يدور في الأفق ، ولم نعرف ما هي النهاية التي ستؤول اليها الحرب رغم كل الحشود والاحتجاجات التي تتحرك في مدن العالم لوقف الحرب، فالأطفال والنساء والشيوخ يعيشون في مناطق النزوح ومخيمات اللجوء في حالة من البؤس ، يهربون من القنابل والصواريخ باتجاه الموت من المجاعة.
العالم لم يعد يفهم ولا يريد أن يفهم أن الفلسطينيين يهربون من الموت للعيش في أي مكان ، بينما يعيش المستوطنون الصهاينة في بيوت الفلسطينيين ، ويأكلون من خيرات بلادهم ويشربون من ينابيعهم ويأكلون من محاصيلهم...
لا يوجد كلمات لوصف تلك المأساة والمعاناة التي تجعل الأطفال وغيرهم يموتون من ضربات القنابل والصواريخ وتدمير بيوتهم ، إلى مرحلة وصل فيها الأطفال في غزة وهم يموتون من إصابتهم بنوبات قلبية بسبب الخوف والصدمة التي يعانون منها، وفق تقارير طبية دولية.
السؤال أمام هول المشهد الاجرامي اليومي في غزة، إلى أي مدى يمكن أن يكون المرء جبانًا عندما تُرتكب الجرائم بشكل منهجي ضد شعب أعزل؟ لا يجد المساندة والدعم.. ليس على مدى مائة يوم أو أكثر وإنما على مدى 75 عاما ليس فقط في غزة وحدها ،وليس في المناطق التي تتواجد فيها ( حماس)، بل أيضاً في الضفة الغربية وفي كل بقعة وقرية ومكان يلوذ به الفلسطينيون بحثا عن الأمان.
رغم التعنت الاسرائيلي والأميركي الذي سيجر المنطقة الى حرب شاملة، ليس أمام العالم الحر سوى أن يستمر في رفع صوته من أجل وقف الحرب والوقوف مع الإنسانية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :