لو دامت لغيرك ما وصلت اليك بقلم: امل خضر


هو مثل لكنه يحمل الكثير من القصص والحكايات والرويات والتي تحمل في طياتها دعوات على والى ما بين حامل امانة ومسؤول عن رعيته وامانته وما بين متجبر متسلط عنيد معنت برائيه وكانه ...... المهم هو كرسي دوار وكانا الدنيا بتلف فينا .
وعن أصل هذا المثل ، يقال إن هناك ثلاث حكايات ، أولها تقول ان أحد الوعاظ قالها لأحد الملوك حين جلس في ملكه واستعرض جيشه وإمكانياته المختلفة .
والرواية الثانية تقول إن أحد الطواغيت كتبها على قصره ، والرواية الثالثة تقول إن الامام علي كرم الله وجهه قالها لمعاوية ، المهم علينا أن نتذكر آيات الله في كونه وتقليبه لمخلوقاته كيف يشاء يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار و ان الدائم هو الله سبحانه وكل ما سواه زائل .
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام)
غريب امر هذا الكرسي ، فهو محط انظار عشرات الملايين من البشر ، وشغلهم الشاغل والحلم الذي لا يفارقهم ، له سحر خاص ، تتهافت القلوب بشكل عجيب للوصول اليه.لائحة الكراسي قد تطول والاقرب لذهني كرسي الوزارة ، وكرسي الأمين العام وكرسي النيابه وكرسي المدير العام ، و كرسي المدير ، و كرسي رئيس القسم وكلها كراسي ويا وجع الكثير منها .

وكنا نسمع عن طرق الوصول إلى الكرسي بقصص كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر دفع ثمنها مقدماً عن طريق الرشوة و المال السياسي كما يحصل في المجالس البرلمانية ، ، حيث يحصل على كرسي من هذه الكراسي ...فيريح ويرتاح ، وقد يكون عن طريق الولائم والمناسف و الهدايا و الهبات و السفرات الخارجية ، أو قد يتم تحصيله من خلال النفاق والكذب واستعراض القدرات ومسح الجوخ لصاحب قرار ما أو أن تكون بالتوريث أو المقربين من مسؤول ، أو لإرضاء عشيرة أو منطقة أو طائفة أو فئة معينة
والتي أجزم الان لم تعد هذه الطرق تجدي مع ازدياد الوعي والانفتاح والسياسية التي ينتهجها سيدي صاحب الجلالة في التطوير والاستثمار في العقل البشري بمحاربة الفساد والفاسدين وتأكيده المستمر في تحسين الحياة السياسية والاقتصادية ورفع مستوى المعيشه وتحسين احوال المواطن وأعطاء كل ذي حق حقه هذه السياسة تقف في وجه كل كرسي همه كرسيه وما حوله .
فعجيب غريب أمر صاحب الكرسي والذ هو دوار كالدنيا تلف وتدور وكأنه كأس لبد ان يشرب منه ساقيه ! يعرف عنه قبل الكرسي بين أحبائه و أقرانه و خلانه أنه أنسان بشوش ، لين العريكة ، هادئ البال، رقيق الحاشية ، نقي اللّسان ، ينشئ بين هذا وذاك صلة من الودّ ، بحيث لا يفقد صديقاً، ولا يبعد قريباً، ولا يجافي حبيباً، بل يكسب كل يوم جديداً ، إنه حقاً سر سعادة الأهل و الأقارب و الأصدقاء. كَم من مسؤول كان على خير و استقامة قبل الكرسي ولن أكون ظالمه وهناك من حافظ بل استثمر كرسيه في كل مافي خدمة للوطن والمواطن لن اعمم ؛ فلما وصل إليه تغيَّر، وما غَيَّر! وتَبَدَّلَ وما بَدَّل! وأساءَ وما أَحْسَن!! قد يؤول الكرسي بصاحبه إلى التجبر والتسلط واغماض العقل والقلب ا ، مقدماً مَصلحتَه الشخصية على المصالحِ العامة. إن الكرسي يا ساده يا كرام يعني الأمانة التي لم تحملها الجبال لعظمها وحملها الإنسان لجهله بعظمة المسؤولية فكيف التهاون في اعتلاء عرشه وعدم إعطائه حقه من تحمل تبعاته .
الكراسي الدوارة تحجب المسؤولين خلف مكاتب فاخرة وأبواب موصدة ،بحيث يكون المسؤول جاهلا لما يدور في مؤسسته بينما يكتفي فقط بالتوقيع وهو مرتاح لعبارة من حوله كل شىء تمام ، لا يوجد مشاكل
. الكرسي الدوار يؤدي غالياً إلى الإصابة بالغرور والاعجاب الزائف بالنفس فلا يقبل المسؤول نصحا ولا يتواضع لإنسان ومثل هذا يتباشر الناس ببعده عن منصبه، ولا يذكر إلا بما يسوء. والكرسي دوار، وسيترك كرسيه ولن يلاقي من الناس الا مثل ما عاملهم به. جزاء وفاقا ولا يظلم ربك أحدا، ومن يزرع يحصد

سلوا الكراسي الدوّارة: كم استدارت بالخلق والعفاف والنبل والسماحة والطمأنينة والإنجاز والعلاقات..!! لقد كانت من أكبر أسرار تعاسة الكثيرين من الناس .. فإياك أن تكون منهم! إما أن تتحمل العبء دون أن تخسر موقعاً كنت فيه مصدراً للسعادة.. فهو الباقي .. وذاك الدوار المخيف الذي لا يستقر عليه أحد ، يطلق عليه كثير من الأردنيين كرسي ........ عزيزي المسؤول ، إن لم يكن كرسي المسؤولية مصدراً إضافياً لإسعاد نفسك و خدمة وطنك ، فهو فان لا ندامة عليه!! لكن الذي يحدث هو العكس وكأنها نهايته .
كل ما نتمناه كأردنيين لا نملك شئ غير قلبا نابض بحب كل ذرة من تراب هذه الارض الطاهرة تعلموا من الهاشمين التواضع والأنسانية . اعملوا من أجل هذا الوطن لا من أجل كرسي وصل لك بعد ما غادره المئات . فالاردن شعبا وارضا تستحق .
لتكن مسيرة وجهد سيدنا دليلكم في العمل وان تكونوا اهلا لثقته فهو امله وهدفه اردن قوي متسلح بشعبه وأبناؤه لتكن مخافة الله بين اعينكم لان في ظلمة لن يكون نورها الا ماقدمت يديكم .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :