«عيني عيني ع العاشقين» بقلم: طلعت شناعة




وفي اغنية « ودارت الايام» لأم كلثوم، تجلّت « عبقرية» الموسيقار محمد عبد الوهاب في «تطوير» الموسيقى العربية، حيث ادخل الات موسيقية لم تكن «معهودة» خاصة بالنسبة لاغاني ام كلثوم . مثل آلة: الجيتار والأكورديون.
ورغم «أستاذيّته»، فإن عبد الوهاب ظل يتعامل مع كل «اغنية» وكـأنه موسيقار «مبتدىء».
هذه الأغنية تعتبر رابع أغنية تؤديها كوكب الشرق من تأليف الشاعر مأمون الشناوي. إذ غنت له قبلها: «أنساك» 1961، و»كل ليلة وكل يوم» 1964، و»بعيد عنك» 1965، وكلها من تلحين بليغ حمدي.
إلا أنها قررت هذه المرّة أن تسند تلحين الأغنية إلى محمد عبد الوهاب رغم ما كان بينهما من «عدم ارتياح» ربما بسبب «قيمة» كل منهما.
أما بالنسبة لعبد الوهاب فقد توثقت العلاقة الفنية بينه وبين أم كلثوم التي بدأت بتلحين إنت عمري عام 1964.
وفي هذه الاغنية «دارت الايام»، كما يشير خبراء الموسيقى، قسّم عبد الوهاب المقدمة الموسيقية إلى ثلاثة أجزاء. الجزء الأول متناغم تلعب فيه آلة الجيتار دوراً أساسياً. الجزء الثاني فيه جزء من أغنية «ليبية». أما الجزء الثالث فهو جزء يمهد به لمطلع الأغنية.
في مقطع «قابلني والأشواق ف عنيه» يبدو اللحن معبراً بشكل كبير عن مضمون الأغنية الممتلئ بالفرح. أما مقطع «وصفولي الصبر» فيبدأ الجزء الأول منه على إيقاع «الفالس». أم مقطع «ودارت الأيام» (المقطع الأخير ) فلُحّن بنفس الطريقة التي ُلحن بها مقطع «قابلني».
ويقولون ان «ام كلثوم « تدخّلت في تغيير المقطع « الطّربي» الذي فيه « عيني عيني ع العاشقين» وكان عبد الوهاب يفضّله « يا عيني يا ليلي ع العاشقين» ليتلوه فاصل من تجلّي المطربة بـ :» يا عيني يا ليل» وهو ما رفضته ام كلثوم.
وعندما اراد العندليب عبد الحليم حافظ تقديم اغنية «ودارت الايام» في «حفل خاص»،اظنه كان في «المغرب»،اختار المقطع « الطّرَبي» لكي يتناسب و»جوّ الحفلة». فقدم متجلّيا الكلمات التي تبدأ بـ:
« وصفوا لي الصبر
لقيته خيال وكلام في الحب
يا دوب يا دوب ينقال
واهرب من قلبي اروح على فين
ليالينا الحلوة في كل مكان
مليناها حب احنا الأثنين
وملينا الدنيا امل
امل وحنان»
ثم ينطلق ناثرا الفرح بين الحاضرين .فيردد :
«عيني عيني على العاشقين
حيارى.. مظلومين
عالصبر مش قادرين
ما اقدرتش اصبر يوم على بعده
ده الصبر عايز عايز صبر لوحده».




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :