النهضة التنموية وأبعادها الاجتماعية بقلم: إيمان شاهين



إن أي نهضة تنموية يجب أن يكون هدفها الرئيس راحة المجتمع وتهيئة الأجيال لمستقبل أفضل.
لاشك أن ما شهدته المملكة الأردنية الهاشمية من نهضة تنموية في شتى المجالات محل اهتمام وتقدير، ويبعث على الارتياح في حالات كثيرة، ويدل على أن عوائد تلك المشروعات قد استثمرت استثمارا أمثل، وأن التخطيط في كثير من مراحله كان في الاتجاه الصحيح، حتى وإن تأخَّر تنفيذ بعض المشروعات الرئيسة بعض الوقت. مسيرة النهضة في بلدنا الغالي متواصلة في المجالات كافة، ولا شك أن المناطق النائية والفقيرة تحظى بالأولوية، وتوجه المنظمات كافة المشاريع نحوها، ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وما تمر به المنطقة العربية من حروب، وما خلفته أزمة كورونا من تراجع في السوق العالمي والعربي، والذي انعكس على السوق المحلي؛ جعل من الضروري أن يكون للشباب في كافة مدن المحافظات الأردنية بما فيها العاصمة عمان نصيبا من المشاريع التنموية، والتي ستساهم في التخفيف من البطالة التي لم تعد تهدد شبابنا في المناطق النائية فحسب، بل وفي العاصمة عمان أيضا، الأمر الذي يؤثر سلبا على سوق العمل؛ إذ إن كثيرا من الشباب يعانون من البطالة المقنعة أو الجزئية، أو يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، أو لا يعملون على الإطلاق. فهناك أكثر من ١٠٠٠٠٠ طالب يلتحقون في الدراسة الجامعية كل عام، مما يجعل ١٧ في المائة من خريجي الجامعات الأردنية عاطلين عن العمل. وهناك نسبة كبيرة من الخريجين الذين يتم استغلال مهاراتهم. وتدفع ندرة الفرص المحلية المناسبة الكثير من الأردنيين إلى مغادرة البلاد إلى الخارج.
وأردنا الحبيب أولى بأولاده،
فرسالتي لكل مسؤول عموما ولمعالي وزيرة التنمية الاجتماعية بضرورة شمول مدننا في وطننا الحبيب بهذه المبادرات والمشاريع؛ لتكن عونا لشبابنا على العمل والإنتاجية، وذلك من خلال إقامة المشاريع الإنتاجية والإنمائية التي ينفذها القطاعان العام والخاص، مما يسهم في معالجة مشاكل البطالة والفقر في جميع أنحاء الوطن.

ولا شك أن قدوتنا في هذا البلد هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين _حفظه الله ورعاه_.

إن التوجيهات الملكية السامية دعت إلى ضرورة وضع استراتيجيات متكاملة لنهضة تنموية تشمل كافة مناطق المملكة، وبالتالي تحقيق التنمية الشاملة، فجلالته ومن خلال جولاته التفقدية المتواصلة يسعى لتعظيم نتائج التنمية وتوزيعها بعدالة، وزيارته مؤخراً تؤكد حرص جلالته على شمول كافة مدننا بالمشاريع الإنتاجية البناءة، مع توفير سبل العيش الكريمة للمواطنين، ولا يكون ذلك إلا عن طريق المشروعات الإنمائية التي تنفذها القطاعات المتعددة.

وتلك رؤية ملكية سامية لعملية التطوير التي تنعكس حتماً على سكّان تلك المناطق لا سيما فئة الشباب، حيث تعمل تلك المشروعات على تحسين نوعية الحياة فيها، ذلك أن غياب البرامج التنموية عن أي منطقة يعني غياب عناصر التقدم والنمو، والضعف في تحسين الظروف المعيشية لمواطنيها.

إنها رؤية شاملة نحو المستقبل المشرق على أساس حق الإنسان الأردني بحياة كريمة في وطنه، عبر عمل مؤسسي له ضوابطه وخططه المتجددة، فجلالته يريد تهيئة الظروف المناسبة للناس كي يعملوا ويكسبوا قوتهم بعرق جبينهم، من خلال توفير وسائل العمل والإنتاج، وهو الطريق الوحيد للقضاء على مشكلتي الفقر والبطالة، بالاضافة لإقامة مشاريع إنمائية في جميع أنحاء الديرة الأردنية؛ مما يسهم في نهضة الوطن كله، الأمر الذي ينعكس خيراً على الوطن والمواطن.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :