يوميّات ادم وحواء " * طلعت شناعة.




اول مرة سمعتُ باسم الكاتب الامريكي السّآخر مارك توين كانت أوائل عام 2000 حين كنتُ في زيارتي " اليتيمة " إلى بلاد العم سام.
وقتها ،، انزلوا في بيوت الطلبة في إحدى احياء سان "فرانسيسكو.. وأخبرنا المُترجم المرافق لنا ان الكاتب مارك توين وكان " يساريّا " كارها للاستعمار ، يعني ( رفيق ) قد اقام في هذا المكان وحين سافر قال قولته الشهيرة " تركتُ قلبي في سان فرانسيسكو ".
بقيت العِبارة لاصقة في رأسي...
ومنذ أيام اشتريتُ كتابا له بعنوان " يوميات ادم وحواء " ترجمة فرج جبران وصدر عن دار الأهلية..
يبدأ بهذه الجُملة :

 "  .. يجد الغريبان أنفسهما على الأرض في مواجهة بعضهما البعض..كائنان منفيان بسبب خطيئتهما من الجنان إلى الأرض..ماذا سيقولان ؟ كيف سيعيشان معا ؟ ما هي الكلمات التي ستدور بينهما ؟ "
الكتاب قدّم له الكاتب محمود تيمور أحد كبار كُتّاب القصة القصيرة في مصر في الزمن القديم وهو صاحب كتاب " سلوى في مهبّ الريح " و " سيد العبيط " وغيرهما من المجموعات القصصية.
يقول تيمور ان " توين " صار كاتبا ساخرا بسبب ظروفه الاجتماعية القاسية.. فعانى من اليُتم مبكرا واضطر ان يتقلب في العديد من المهن ، من عامل في باخرة الى بائع صحف .. وهكذا عكست تلك الحياة الصعبة عليه روح الدعابة والغمز واللمز من الشخصيات..
وفي " يوميات ادم وحواء " نجده يستحضر بدء الخليقة مستفيدا من الموروث الديني ويرسم صورة لأبي البشر " آدم " وزوجته " حواء " خلال تواجدهما لاول مرة على الارض.
ف المرأة ..هي ذاتها يتجلّى فيها الخيال وحب الجمال والولوع بالزيتة وجموح العاطفة ويقظة الاحساس بالطبيعة.
أما الرّجل ، ففيه الصرامة والجدّية والتوحد والأنفراد والتامل والتفكير فيما يحيط بكونه من اعماق وآفاق.
" اليوميات " تكشف نفسية /حواء / المرأة منذ بدء الخليقة " يفتنها القمر وحين ترى النجوم تتمنى أن تحصل عليها لتزين بها شَعرَها.
ويظهر ادم/ الرجل في " اليوميات " متضايقا من وجود هذا الكائن / حواء التي تخب الثرثرة والمحاورة ويحاول الهرب منها.. ولكن هيهات.فالمراة تظل تطارده حتى يميل إليها ويشعران بحاجة كل منهما للاخر.
الكتاب يسرد " مذكرات " آدم في عدة صفحات ولكن مذكرات حواء أكثر.. وفي ذلك اشارة الى ميل المرأة الى الثرثرة .. أكثر.. وأكثر.!
فعلا..
المرأة هي المرأة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :