حملات التشكيك باللقاح الروسي بقلم : عوض الصقر


حملات التشكيك الأورو-أمريكية في اللقاح الروسي المضاد للكورونا!
بقلم : عوض الصقر
أتي الحملات التي شنتها وسائل الإعلام الأمريكية للتشكيك في اللقاح الروسي الجديد لعلاج فيروس كورونا، في إطار حملات المنافسة المحمومة بين الولايات المتحدة وروسيا للتفرد بمركز الصدارة والريادة العالمية في كل شيء حتى في اكتشاف الأمصال المضادة للكورونا وتعميمها على مختلف الدول لكسب المبالغ الطائلة جراء توزيعه على مستوى العالم..
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن مؤخرا عن تطوير أول لقاح ضد فيروس كورونا، بعد أن تجاوز جميع الاختبارات الاكلينيكية اللازمة واطلق عليه اسم «سبوتنيك ي» تيمنا باسم القمر الصناعي الذي أطلقه الاتحاد السوفيتي إلى الفضاء قبل أن ينهار ويتفكك الى عدة دول.
وهنا يجب التأكيد على أن شعوب العالم تتطلع للحصول على مطعوم جديد لهذا الوباء القاتل بغض النظر عن مصدره سواءا كان من روسيا أو أمريكا أو الصين بعد أن انتشر في العالم كالنار في الهشيم وفتك بنحو ستة ملايين شخص بين قتيل ومصاب..
وفي إطار تلك الحملات يقول مدير برنامج مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي إنه يشك بشدة في فعالية ومستوى أمان اللقاح الروسي، أما صحيفة الغارديان البريطانية فقالت: ليس لدينا اية فكرة عما إذا ما كان اللقاح الروسي آمن وفعال.
وكالة رويترز للأنباء نقلت عن وزير الصحة الألماني قوله انه يشك أيضا في فعالية اللقاح الروسي.
وطبعا الاسباب أصبحت واضحة وهي تعود الى التنافس بين الشركات العالمية لتحقيق الارباح الكبيرة في حالة إقرار ذلك اللقاح من المنظمات الصحية المحلية والعالمية حيث اشارت بعض التقارير ان الشركات الغربية قد تبيع اللقاح الذي ستنتجه شركاتها بما لا يقل عن 40 دولارا للجرعة الواحدة.. وكما تهدف تلك الحملات للتشكيك في مقدرة الكفاءات الروسية والصناعات الروسية التي حققت طفرة نوعية في المجالات العلمية والتكنولوجية في السنوات الأخيرة.
وهنا استذكر حملة الضغوط العنيفة التي مارستها الإدارة الأمريكية على تركيا خلال العام الماضي، وفقا للتقارير الصحفية المتواترة، لمنعها من شراء منظومة الدفاعات الصاروخية الروسية (إس400) المضادة للطيران الحربي ولجميع أنواع الصواريخ، وهي التي تعادل منظومة باتريوت الأميركية للدفاعات الجوية.
وأكدت تلك التقارير أن عدم نجاح واشنطن في تلك الضغوط يعني أن الصناعة العسكرية الأميريكية ستتكبد خسائر فادحة خلال السنوات القادمة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات بعد توجه تركيا لشراء المنظومات الصاروخية الروسية.
كما يؤكد الخبراء أنه إذا نجحت روسيا في تسويق منظومة (إس400) الصاروخية فإن ذلك يعني أن دولا أخرى ستتخلى عن الطائرات الأمريكية من طراز إف 15 و إف 16 وستتوجه لشراء المقاتلات الروسية المتطورة مثل سوخوي 57، ما يعني أن عجلة إنتاج تلك الطائرات ستتوقف، وبالتالي فإن الولايات المتحدة لن تجد سوقا لبيع المئات من هذه المقاتلات.
لقد سبقت روسيا كل دول العالم بإعلانها إنتاج أول مصل مضاد لفيروس كورونا، بالرغم أن الشركات الألمانية والفرنسية والإنجليزية والأمريكية تسابق الزمن لإنتاج لقاحات مضادة للفيروس القاتل، حتى تتمكن من توفيره لعامة الناس في الخريف القادم لمواجه أي تفش محتمل للفايروس، وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية من احتمال ألا يكون هناك «حل سحري» للقضاء على الفيروس في الوقت الحاضر.
وبعد، فهذا هو واقع حال الدول الكبرى: التنافس الكبير فيما بينها لترويج صناعاتها وتحقيق الأرباح الطائلة وفي نهاية المطاف نحن حقل التجارب ونحن المستهدفون لتسويق تلك الصناعات، فلماذا لا تبادر شركاتنا الدوائية ذات الخبرة والتمدد الجغرافي الواسع وإمكانات البحث والتطوير الهائل لديها، الى إنتاج مصل مضاد لكورونا؟..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :