الكُتب التي التهمت والدي .!! * طلعت شناعة.




عندما لمحتُ عنوان ألكتاب ، على الفور تذكّرتُ " الجاحظ " الذي انهالت عليه مكتبته ومات تحتها.
لكنني وبعد أن قرأتُ كتاب البرتغالي أفونسو كروش الذي يحمل عنوان " الكتب التي التَهَمت والدي " ، اعجبت بفكرة الكتاب الذي أخذ شكل " الرواية القصيرة " وتناول قصة موظف في " مَصلحة الضرائب " يعيش حياة رتيبة ومملة و يعشق قراءة الكتب لدرجة أنه يحملها معه الى مكان عمله ويخفيها تحت الملفات ويقرأ منها كلما سنحت الفرصة وبعيدا عن عيون المدير والمسؤولين..واذا ما فاجأه أحدهم يتظاهر بها يمارس وظيفته بشكل اعتيادي.
لكنه ليس قارئا عاديا ، بل إنه يختفي من العالَم ويذوب في ثنايا الكتب..
أحداث الكتاب / الرواية تتحدث عن شخص اسمه فيفالدو بونفين.. مُدمِن قراءة.. يهرب من خلالها إلى عالمه الخاص .. الجميل بعيدا عن تعقيدات الحياة العادية ورتابتها.. يريد المزيد من الكتب.
وهكذا يغادر الحياة بعد يفتقده اهله ويقولون ان " الكتب .. التهمته ".
تفاصيل ذلك .. يرويها ابنه " الياس " فيقول ان والده كان يقرأ كتاب " جزيرة الدكتور مورو " وانغمس بالقراءة لدرجة ان مدير مصلحة الضرائب اخذ ينادي عليه ولكنه اختفى داخل الكتاب واصابته " لعنة القراءة " او " تلبّسهُ الادب ".
وفي حيلة ذكية من مؤلف الكتاب " أفونسو كروش " يستعرض 4 روايات من من الروايات المعروفة وهي " جزيرة الدكتور مورو " و " دكتور جيل ومستر هايد " للكاتب روبرت ستيفنسون ورائعة دستوفسكي " الجريمة والعقاب " و رواية الكاتب رأي برادلي " فهرنهايت 451 ".
فيقوم الياس / ابن الموظف بونفين ، بدخول غرفة مكتبة والده المتوفي والتي تقع في " عِليّة " البيت ومن الملاحظات التي يجدها على هامش الصفحات من تلك التي كان والدها يكتبها خلال قر اءته .. ويبدأ في رحلة " خيالية " الى شخصيات واماكن احداث كل رواية من تلك الروايات المذكورة.. ويناقش أبطالها كنا لو كانت شخصيات حقيقية.
• فكرة جديدة.. مدهشة في تأليف الكتب تحملنا الى عوالم واماكن وابطال الروايات الكلاسيكية التي وردت في الكتاب..
• ولكن لا بد من قراءة تلك الروايات، كأن تقرأ رواية " الجريمة والعقاب " وتتعرف على اسباب ارتكاب بطل الرواية راسكولنيكوف جريمته الاولى واحساسه بالندم بعد خروجه من السجن في " سيبيريا "..
• وهي طريقة الكاتب دستوفسكي في الغوص في أعماق نفسيّات ابطال رواياته وأغلبهم يعانون من أمراض نفسية كالصّرَع والجنون.
• الكتاب يقع في أقل من 100صفحة ..لكنه بمثابة " كوب كوكتيل من الإبداع الجميل "..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :