" شيبس " و " ملوخية " * طلعت شناعة.



يكفي أن تجلس ساعة في اي " سوبر ماركت " لتعرف اولويات الأردنيين قبل يوم من " الحظر " ..
وهو ما فعلته ، بشكل عفوي ، حيث اعتدتُ " المرور " وأحيانا " الجلوس العابر " في بقالة صديقي " ابو قصي"..حيث نتبادل الآراء حول أوضاع العالم وازوّده بالكتب التي يرغب بمتابعتها أثناء عمله ساعات في ال " سوبر ماركت ".
جاء رجل وأخذ يجمع ( أشياء زاكية ) : 10 باكيتات "شيبس" منوّعة الأشكال والطعم و8 حبات بوظة وعلكة.
تبعته سيدة واخذت " تلملم " حلويات وشوكلاتات وأحيانا تأكل منها وهي ماشية.
ثم جاءت فتاتان بعمر الورود " زمان ما استعملها هذا التعبير "..
ذات الشعر الأشقر سارت نحو باكيتات " الشيبس " وبيدها الخبيرة اخذت تنتقي ما لذّ وطاب من العلب والباكيتات وبنكهات مختلفة. بينما اتجهت رفيقاتها ذات الشعر الأسود نحو الرفّ المخصص بالشوكولاتة .. اخيرا طلبَت علبة علكة.
بعدها جاء رجل قصير القامة يرتدي دشداشه نصف نظيفة ، وطلب 4 باكيتات سجائر.
ورمقني بنظرة، فشعرتُ انه يريد معرفة رأيي بمشترياته.
لكنه أعترف قبل أن اردّ :
بتعرف بكرة في حظر ولازم الواحد يحتاط.
سألته " كم علبة سجاير بتدخّن باليوم ؟
قال : يعني علبة ونص وأحيانا علبتين.
وجمع ما اشتراه بين ثنايا دشداشه وقال " بيكفّنوني هاليومين.
( يقصد يومي الحظر الجمعة والسبت ).
ثلاث شباب جاءوا وأشتروا 4 باكيتات " معسّل "لمون ونعنع" وايضا كيسين فحم .
وباغتنا رجل يرتدي كمامة بيضاء، وامتدحنا ، انا وصاحب السوبر ماركت لأننا نرتدي كمّامات.
ثم جمع بعض باكيتات الشيبس والشوكلاتة وقال " يا دوب يكفوا الصغار هاليومين.
وتحدث مع " ابو قصي " شاكيا وجود " أزمات " عند محال الخضار.. وقال انه لم يجد مكانا لسيارته في " سوق ابو نصير " ،لأن الناس " هاجمة " على الخضرة واللحمة والدجاج....
اولاد الحارة.. " استنفذوا " زجاجات المشروبات الغازية وبدت " الثلاجة " خالية..
الكل تزوّد بالمواد التي يحتاجها..
وحين عدتُ إلى البيت، سالتُ زوجتي ان كانت بحاجة إلى أشياء قبل بدء الحظر ؟
قالت : " ملوخيتنا" عندنا و "بطاطتنا " و "البندورات " بيكفوا لعمل السلَطة ليومين..
قلت " نعمة "
مين نِعمة ..؟؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :